مرَّ طلبُ روسيا استعمالَ الأجواءِ اللبنانيةِ كتغريدةٍ في سماءِ تويتر كطيورٍ تحلّقُ للحبّ لا للحرب خبرٌ لم يترُكْ سلبياتٍ في أجواءِ الملاحةِ السياسيةِ المحليةِ بعدما جَرى التعاونُ معَ الروس بأداءٍ وديٍّ مُنقطعِ النفير فلم تُسجّلْ في المانفستو السياسيةِ أيُّ لوائحَ شديدةِ الاعتراضِ أو عاليةِ السقف وغابت عن المقصورةِ الآذاريةِ بجناحَيها المواقفُ الناظرةُ في أمورِ السيادةِ والاستقلالِ في عيدِه الرسميّ بحرُه برُّه دُرةٌ لبوتين حيثُ لا أصواتَ تعلو فوقَ المعركةِ على الإرهابِ التي تخوضُها روسيا في المِنطقة تعاونُها أميركا في ظهيرٍ خلفيٍّ وأماميٍّ وبتنسيقٍ أكثرَ مِن شامل أُسْدُ غابٍ متى لم تُساورْنا الفِتَن للمرةِ الأولى وذلك في استمرارٍ لمفعولِ الهُدنةِ السياسيةِ غيرِ المُعلنةِ بينَ الأطرافِ السياسيةِ منذ التفجيرِ الأخيرِ في الضاحيةِ الجَنوبية غالباً ما تُبنى على القضايا معاركُها لكنّ استعمالَ الأجواءِ الجويةِ اللبنانيةِ روسياً كان يتغذّى من الخُبزِ والمِلح المستعملِ سياسياً في هذهِ المرحلة فمجدُكم وأرزُكم رمزُ الخلود حيثُ كلُّكم للوطن ولم يَبرُزْ منكم اليومَ سِوى العلَمِ في حفلٍ يتيمٍ غابت عنه الفخامةُ للسنةِ الثانية وحَضر فيه شيخُ العلَم بطرس حرب الذي كان قد أسّس عامَ تسعةٍ وسبعينَ عيداً لهذا العلَم إبّانَ تسلّمِه وِزارةَ التربية وتمكّن في غمرةِ الحربِ الأهلية من توحيدِ اللبنانيين على قضيةٍ واحدة زارعاً الأعلامَ في مناطقِهم وعلى شرُفاتِهم وفي مدارسِهم اليومَ وبعدَ ستٍ وثلاثين سنة أعاد حرب توسيعَ دائرةِ العلَم في حفلٍ ناب عن العيدِ الرسميِّ الذي لا رئيسَ يرعى إقامتَه ككلِّ عام الرؤساءُ يَغيبون الآباءُ يحضرون ذكرى استشهادِ الأحبّةِ المزروعين أبداً في بالِ الوطن بيار أمين الجميل وذكراهُ التاسعة حيثُ استُشهدَ في حضرةِ الاستقلال وقد أحيا حزبُ الكتائب مناسبةَ رحيلِه اليومَ بقدّاسٍ حذّر فيه الجميل الأبُ من تبِعاتٍ خطِرةٍ ومدمّرةٍ نتيجةَ استمرارِ الفراغ ولا فراغَ في الأقاليمِ المجاورة.. حيث قرقعةُ الحرب يرتدُّ صداها سياسياً في لبنان من دونِ أن تنعكسَ النتائجُ إلا السلبيةَ منها وكلٌّ يقاتلُ بحسَبِ مصالحِه إذ تتّخذْ فرنسا مِن الثأرِ ذريعةً لضربِ المُنشآتِ التحتيةِ النِّفطيةِ في سوريا لأنها في المعلنِ مِنَ الأسبابِ تكونُ قد ضرَبت داعش وفي المُضمرِ فهي تضرِبُ روسيا التي تسيطرُ على عقودِ النِّفطِ في سوريا فرنسا استهدفت مُنشآتِ النِّفطِ في دير الزور زوراً فقط لتدميرِ القدرةِ الروسيةِ فيما بعد وضربِ عقودِ نِفطِها أما في العراق فإنّ التحالفَ الدوليّ والأميركيين تحديداً لم يسمحوا لا لفرنسا ولا لأيّ دولة بضربِ المنشآتِ النِّفطية التي تسيطرُ عليها داعش لأنّ هذه المنشآتِ مملوكةٌ أميركياً لا بل وتجنّدت قبل أشهرٍ كلٌّ من أميركا وإيرانَ والحشدِ الشعبيّ والأكراد وجيشِ العراق لاسترجاعِ آبارِ النِّفطِ في بيجي العراقية من أيادي تنظيمِ الدولةِ الإسلاميةِ حتى لا تتأثّرَ العقود وكان الفرنسيونَ في موقِعِ المتفرج.
