IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 14/3/2015

newtv

أغلقت الثورةُ على نفسِها الباب.. واجتمعَت قوى الرابعَ عشَرَ مِن آذار خلف جُدرانٍ مغلقةٍ للمرة الأولى.. بلا حشد، بلا زعماءَ على المنابر.. واستعراضٍ مُشلّح.. بلا جماهيرَ صنعت الثورةَ في ساحات البلد قبل سنواتٍ عشْر  غابت الثورةُ في عيدِها العاشر.. راحت ألوانُ ذاك الزمانِ وانطوى العَلَمُ على قُماشتِه.. اختفت حناجرُ الناس الهادرة.. واختُصرت الذكرى على تشييعٍ تقدمته ثُلةٌ من حراسِ الثورة النُّخْبويين.. أعلنوا استبدالَ الثورة بإنشاء المجلسِ الوطنيّ إطاراً لجميعِ الأحزاب والمستقلين والمجتمعِ المدَنيّ.. وكلُّ مَن حَضر مؤتمرَ اليوم أصبح عضواً حكمياً في هذا المجلسِ من دون طلبِ انتساب  ولتَجنّبِ أي صدام مع نظيرِه  المجلسِ الوطنيِّ للمعارضة السورية.. فإن البيانَ الختامي للمؤتمر آثر تجنّبَ توجيهِ أيِّ انتقاد أو استنكار لإرهاب يهدّد لبنان ويضرِبُ المِنطقة  إذ تحدّث الرئيس فؤاد السنيورة عن إرهابِ النظام السوري وإمبراطوريةِ إيران وحِزب الله حصراً.. ولم يأتِ على ذكرِ أيٍّ مِن التنظيماتِ الإرهابية التي غيّرت حدودَ المِنطقة وضَربت نارُها في مناطقَ لبنانيةٍ عدة واستهدفت الجيشَ وخَطِفَت عناصرَه ولا تزالُ تقامرُ بمصيرِهم . إمبراطوريةُ إيرانَ وأذرعتُها الإقليميةُ ومشروعُها الفارسيُّ روّعَ المجلسَ الوطنيَّ الناشئَ قبلَ دقائق.. ولم يبحثْ أعضاؤه من أصحابِ الخِبْراتِ بالثوراتِ  عن جملةٍ واحدةٍ تَضعُ الإرهابَ على الحروف.. أو تشيرُ ولو على سبيلِ المجاملةِ إلى شهداءَ سقطوا على أرضنا نتيجةَ هذا الإرهاب الطامحِ إلى غزوٍ جديد  إدفِنوا موتاكم وثورتَكم وأعلنوا على ضريحِها مجالسَ ما تشاؤون.. إدفِنوا الماضيَ والمستقبلَ وجدّدوا خلاياكم.. لكنْ لا تُغيّبوا خلايا الإرهاب ولا تَطمِروا حقَّ الشهداءِ في ذكرِ الأسبابِ الحقيقيةِ التي أودت بهم.. ولا تزاُل تهدّدُ عسكراً وقُوى أمنٍ عندَ التخوم . ومن تخومِ البيال إلى شرْم الشيخ التي عاشَت نصرَ المليارات على الإرهاب.. وقد عاد رئيسُ الحكومة تمام سلام من مِصر مساءً مع الوفدِ المرافق.. وبينَهم وزيرُ المال علي حسن خليل الذي لم ينلْ سِوى حسرةِ عدِّ الملياراتِ المتطايرةِ أمامَ ناظريه.. وهو الجالسُ على خزينةٍ تحتَ الصفر بستينَ مِليارَ دين  وفي شرْم الشيخ.. تطيمناتٌ إماراتيةٌ لرئيسِ الحكومة الى أنّ موضوعَ المبعدين اللبنانيين لا يستندُ إلى قرار رسمي أو نية إماراتية بالاستهداف.. إذ أوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبُ رئيسِ الدولة حاكمُ إمارة دبي أنّ الإجراءات المتخذةَ تعودُ إلى اعتباراتٍ أمنيةٍ محدّدة.