Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 24/7/2015

صعِد تموزُ إلى أعلى درجاتِه الحراريةِ اليوم ونَزَلتِ الجبالُ إلى السهل لكنّها اتّخذت شكلَ نُفاياتٍ استَعصت على الحلّ .. وظلّت كلُّ المعالجاتِ تُراكِمُ الطامّةَ الكبرى بلدياتٌ تتحرّكُ بشكلٍ بدائيّ .. وعلاجاتٌ لم تعثرْ على مطامر .. وأقصى ما يمكنُ فعلُه هو انتقالُ الأزْمةِ مِن بلدةٍ الى بلدة المواطنون لا يتفاعلونَ إلا عَبرَ الإنترنت تَغريداً و بوستات معَ خُروقٍ متواضعةٍ نحوَ التجمّعِ في وسَطِ بيروت الحكومةُ أقلُّ حماسةً مِن شعبِ الفيسبوك ولا تحرّكُها مستوعباتٌ فائضةٌ في الشوارع ولا روائحُ جَلَتِ القوارض لا أزْمةَ مستعجلةً في عُرفِ مجلسِ الوزراءِ الذي يَندُبُ آليتَه ويتحسّسُ رئيسَه .. ويتوقّعُ استقالتَه في ضربةِ صلاحياتٍ عِلماً أنّ أزْمةً بيئيةً كهذه تَستدعي إسقاطَ الحكومةِ برُمتِها في أقربِ مُستوعَبٍ للنُفايات لا حياءَ لمَن تُنادي .. وأصحابُ المعالي معَ قياداتِهم العليا لن يَتأثّروا بعباراتِ القدْح والذم .. فهم لا يسيرونَ على طرقاتِنا .. وروائحُ العفَنِ لا تصلُ إلى حصونِهم ..هم ليسوا بَشراً مثلَنا ومصالحُهم فوقَ كلِّ اعتبار .. ولو تمّت دعوةُ السياسيينَ الى حفلةِ تمديد لهُرِعوا على الأربع .. لكنّ أزْمةً تَمَسُّ أمنَ الناسِ الاجتماعيَّ كهذهِ لا تَستحقُّ اجتماعاً طارئاً واحداً لتدبّرِ حلولٍ سريعة البلدُ يَحترق .. وهم يُشعلونَ على حريقِه “سيجارة” .. الناسُ تلجأُ إلى ابتداعِ طرائقَ غيرِ صِحيةٍ للتخلّصِ مِن النُفايات لكنّ هذا ما يَستطيعونه بعدما تركتْهم دولتُهم في مَهبِّ الريح المسمومة فإلى مَن تُركَتِ الأزْمة ؟ وأيُّ شركاتٍ سوف تقبلُ بنُفاياتِنا بلا توفيرِ مطامر ؟ وأيُّ دورٍ لسوكلين بعدَ ربعِ قرنٍ مِن الحصريةِ في رفعِ النُفايات ؟ وهل صحيحٌ أنّ وراءَ القُمامةِ ما وراءَها مِن أموال؟ . أزْمةُ الأيامِ الثمانيةِ تَستدعي مِنَ الآنَ اعتمادَ اللامركزيةِ في النُفايات .. وعلى كلِّ بلديةٍ أن تتدبّرَ نُفاياتِها وإذا ما انتَشرت ثقافةُ وعيِ الفرزِ لدى المواطنيين سوفَ تصلُ البلدياتُ إلى ” زيرو طَمر ” لأنّها ستَكونُ قد بلغَت مَرحلةَ بيعِ النُفاياتِ ككثيرٍ مِنَ الدول .. وبذلك تعودُ الأموالُ الممنوحةُ للشرِكاتِ إلى بلدياتِها .. ويا دار ما دخلك طمر أما انتظارُ المناقصات .. فسيعودُ بنا إلى سوكلين اثنين .. وإلى تلزيمٍ غَيرِ قانونيٍّ يَسرِقُ أموالَ البلدياتِ ويَمنحُها لشرِكاتٍ تَرمينا كالنُفايات في أقربِ مُستوعَبٍ عندَ أولِ أزْمة.