كان اليوم الأطول في دوام المسيرات الاسرائيلية فوق بيروت وضاحيتها وصولا الى ساحلها الجنوبي ومن تحت المسيرات عبر موكب نواب حزب الله الى بعبدا مفتتحا خط السلاح من دون أن يحدد أي طرف مهلا ومواعيد.
ترأس النائب محمد رعد وفدا ضم اربعة من نواب كتلة الوفاء للمقاومة، وحرص الحزب على تأطير الزيارة بمناسبة وطنية للتهنئة تشمل الرئاسات الثلاث وليس بعبدا فحسب وبتوسيع اهداف الزيارة نزع الحزب عن اللقاء صفة العجلة وأغدق على الرئيس جوزاف عون صفات التمايز متحدثا عن مساحة تفاهم ممكنة وواسعة يعول عليها مع رئيس الجمهورية.
وأبدت مصادر وفد كتلة الوفاء بالغ الارتياح للقاء ولشخصية الرئيس عون القريبة والمرنة والتي لا تترك وراءها خصومة وعداوات شعر الحزب بحصانة رئاسية دفعت النائب محمد رعد الى القول: نحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا باساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته.
واعتبر أن لا أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات وستستمر هذه الأبواب مفتوحة اكثر رعد من الود للرئيس وخفض من منسوب هذا الود نحو رئيس الحكومة نواف سلام.
وذكره بان العيد هو للمقاومة والتحرير وليس التحرير منفردا وعلى توقيت الزيارة كان سلام يدلي بحديث لسكاي نيوز قبيل مغادرته الى دبي قائلا إن المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني الأميركي وإن عصر تصدير الثورة الايرانية انتهى ولن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة.
وحديث سلام كان يتم تحت وقع المزيد من الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان حيث شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين على السلسلة الشرقية في مرتفعات بريتال شرق بعلبك.
وأصاب صاروخ وسط البلدة ما تسبب بأضرار في المنازل واقامت المسيرات الاسرائيلية فوق سماء بيروت لاكثر من ثماني ساعات وبعضها لامس سطوح الابنية هذه الخروقات بحثها الرئيسان عون وسلام مع وفد من الكونغرس الاميركي.
وابلغ رئيس الجمهورية الوفد ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعقد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقعت عليه اسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها وهذا المطلب ليس فقط مطلب الدولة، بل مطلب الشعب اللبناني عموما والجنوبيين خصوصا الذين يعتبرون ان الجيش قادر على حمايتهم وتأمين سلامتهم وشهادة عون عن خروقات العدو عمرها من عمر تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار …
فمنذ سريان المهلة الممددة في الثامن عشر من شباط فبراير الماضي واسرائيل تنفذ غارات على القرى الجنوبية والبقاعية ولا تستثني ضاحية بيروت الجنوبية ولم تلتزم مرة بالاتفاق المعلن وتلاحق المواطنين في الجنوب الى منازل جاهزة وتستهدف كل من ينهض بمنزله من تحت الركام وتحتل نقاطا خمسا الى جانب احتلالها الاساس لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر ونقطة البي وان.
هذه اسرائيل بكل يومياتها… وهذا لبنان الذي لم يطالب الا بحقه في استرجاع الارض من دون ان يرفض في الوقت نفسه نقاش حصرية السلاح بيد الدولة.
وكل هذه الملفات الصعبة لم تحجب عن لبنان الفرحة البلدية.. وزينة الاحتفالات الليلة في عمارة شلهوب التي تعيد أمجاد “ابو الياس” في احتفال اعقب فوز ميرنا المر برئاسة اتحاد بلديات المتن متفوقة على نيكول الجميل.