لم تخِفهم صواريخ الحقدِ الشديدة الانفجارِ ولا الرصاص المصبوب على البيوتِ والصدورِ لقرابةِ عام ونصف، ولا تزال، فهل ستخيفهم قنابل صوتية كتلك التي اطلقها الاحتلال على العائدين الى ما تبقى من منازلِهم في تل النحاس ورميش وكفركلا؟
لكنها العدوانية الصهيونية التي تمارس كل يوم باشكال استفزازية متعددة، فيما تعداد المواقفِ اللبنانيةِ اقل من عددِ القذائفِ والخروقاتِ اليومية. حتى مجلس الوزراءِ الذي انعقد في اولى جلساتِه بعد نيلِ الحكومةِ الثقة، يبدو انه سقط سهوا من جدولِ اعمالِه المزدحمِ ومن بينِ اولوياتِه الملحةِ قضية الاحتلالِ الصهيونيِ للارضِ وعدوانيته المتمادية، لكن هذه التطوراتِ والخروقاتِ ومتابعاتِها حاضرة ببالِ الحكومةِ دائما كما قال وزير الاعلامِ بول مرقص.
اما الجيش اللبناني فقد راى بالعدوانيةِ الصهيونيةِ المتماديةِ برا وبحرا وجوا وعلى المواطنين اللبنانيين في الجنوبِ والبقاعِ تهديدا للاستقرارِ في لبنان والمنطقة، ويتنافى تماما مع اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار.
ووفق جدولِ اعمالِ الحكومةِ وباتفاقِ المجلسِ الوزاريِ كان اقرار موازنةِ العامِ الفينِ وخمسة وعشرين، مع مفارقةِ تبرؤِ رئيسِ حكومةِ الاصلاحِ من التبعات، ومع ضيقِ التبريراتِ كان طلب تاجيلِ مسؤوليةِ الحكومةِ الحاليةِ عن التداعياتِ الاصلاحيةِ والماليةِ حتى موازنةِ العامِ المقبل.
في المنطقةِ وما تقبِل عليه من تطورات، لعِب بالنارِ عند حدودِ المرحلةِ الثانيةِ من اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ على غزة وسط تعنت صهيوني وتهويل اميركي يقودثه دونالد ترامب شخصيا، اما النار الصهيونية فتستعر في سوريا عبر احتلالِ المزيدِ من الاراضي والاستثمارِ بالخلافاتِ حتى تسِير نار الازماتِ كما تشتهي رياح تل ابيب ومخططاتها.

