رفعت المكونات السياسية من مستوى تخصيب اليورانيوم الحكومي تحصينا لشروط العودة الى طاولة مجلس الوزراء، واتخذت الكتل من اجتماعاتها اليوم مناسبة لتغذية المفاعلات المركزية، فانعقدت المستقبل على تحذير من شرطين: أما الانتظام تحت سقف مجلس الوزراء، وإما المجهول والاصطدام بالجدار المسدود، وثبتت الكتلة منظومة الصلاحيات العائدة الى رئيس الحكومة لناحية جدول الأعمال، والدعوة الى مجلس الوزراء لكن الجلسة بحد انعقادها لم يتبين خيطها، لا بل راحت التسريبات إلى ترجيح تأجيلها هذا الخميس، على الرغم من انطلاق مشارواتها في زيارة الوزير السابق غطاس خوري موفدا من الحريري إلى قصر بعبدا ولقاء رئيس الجمهورية.
ولم تكن كتلة لبنان القوي أقل تخصيبا فانعقدت على توجيه الرسائل الى الحزب الاشتراكي من أن بكائيات بعض وزرائه ونوابه لا تنطلي على أحد. وهي لم تنطل على الوزير سليم جريصاتي تحديدا الذي قدم رواية التيار عن عدم تعطيل جلسة مجلس الوزراء، فقال إن الجلسة رفعها الرئيس سعد الحريري حرصا على استتباب الأمور وعدم انتقال عناصر الصراع الحاد الى الحكومة.
وبتفسير ميداني فإن التيار والحريري جنبا السرايا جلسة متفجرة. كان يمكن أن يحضر فيها الوزراء ” بسلاحهم “. فقدر الله ولطف وقوع إصابات في الارواح الوزارية. ولغاية الساعة فإن المناوشات لا تزال تسمع من جميع الجهات. ينتصفها شرط المجلس العدلي الذي رأى فيه وزير كاميرات المراقبة اكرم شهيب أنه مطلب ” بكير عليه ” فاتحا جرح الشويفات مطالبا بتسليم المتهمين عملا بمبدأ المساواة أمام القانون ولكن أين جلسة مجلس الوزراء؟ لتاريخه لم يتحدد موعدها غير أن الرئيس الحريري أدرج الحالة في تصنيف غيمة الصيف وقال: هذا المشهد السياسي يصيب بالإحباط إنما على اللبنانينن ألا يحبطوا والى العمل .
وفي رد على سؤال الجديد عن موعد الجلسة قال الحريري : عندما يهدأ الجميع أقرر .. يروقوا على الناس والبلد وتبعا لشروط الحريري فإن في بعبدا ” آخر رواق ” حيث يصعد رئيس الحكومة الى رئيس الجمهورية من دون وسطاء وموفودين .. وسكون القصر سيساعد على ترتيب الحلول ومعالجتها بروية كما عالج فخامة الرئيس اليوم أزْمة السياحة في البل . اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فبعد أن أشهر دعمه للزعيم وليد جنبلاط فقد صنف نفسه طرفا .. وسيكونان معا على الحلوة والمرة. وإذا كان هناك من تصويت على المجلس العدلي في مجلس الوزراء فإن الرئيس بري سوف يلعب دور ” بيضة القبان ” وتراشقا بالبيض السياسي الفاسد سجلت لجنة المال هذا المساء احتداما غير مسبوق بين وزير المال علي حسن خليل والنائب اللواء جميل السيد، وتبادل الطرفان اتهامات من العيار الثقيل وتوجه السيد الى خليل بالقول : انتو ناهبين الدني فرد وزير المال بالقول: وانت من وين جايي .. أنت ناهب الدني .. الى أن تدخل رئيس اللجنة إبراهيم كنعان لاعبا دور الإطفائي بين الطرفين .. موزعا على السادة النواب ومعالي الوزير ” حبوبا سياسية مهدئة ” عابرة للتفجير وعوامل التفجير النيابية الوزارية تزامنت وعقوبات اعلنتها الخزانة الاميركية مساء اليوم .. طاولت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب امين شري والحاج وفيق صفا.

