حتى الخامس من نيسان موعد هبوط طائرات العائدين إلى الوطن ودخول البلاد في مرحلة تحد جديدة فإننا لا نزال في عين العاصفة ودائرة الخطر والانزلاق السريع إن لم نعرف كيف ندير المعركة ضد الفيروس وعلى مؤشر وزارة الصحة فإن المعطيات جيدة نتيجة الالتزام والخوف لكنها محفوفة بالخطر والحذر وبحسب وزير الصحة فقد أثبتت أيام التعبئة العامة أن متلازمة سلوك الوباء مرتبطة بسلوك المجتمع وانضباطه فماذا عن الشارع الذي يشهد حركة شبه عادية وكأن وباء لم يكن؟المنازلة مع كورونا لم تنته والمحظور المتمثل في تفشي الوباء ينتظر على مفرق الضرب بيد من إجراءات حديدية للحد من السرعة في الاستهتار إنها الحقيقة الثابتة في يوم الكذب وأصدق ما قيل في هذا اليوم اعتراف وزيرة العدل بأن مكافحة المحاصصة أصعب من مكافحة الكورونا لكن حكومة الاختصاصيين أصيبت بعدوى الوباءين، إذ سجلت أول إصابة بالكورونا في سرية الحرس الحكومي فيما الحكومة وضعت على جهاز التنفس بفعل التهديدات بالاستقالات إذا لم تلب مطالب المافيا السياسية المتناغمة بين عين التينة وبيت الوسط ومعراب وبنشعي كشر الرباعي عن أنيابه ليكسر هيبة الحكومة ومن ورائها هيبة العهد وألفوا حكومة ظل لفرض الإملاءات فعطلوا التعيينات القضائية وأطاح الخبير تدوير الزوايا الكابيتال كونترول وأثار زوبعة التعيينات وقبل أن تهدأ أبدى استعداده لأن يدخل مجددا حلبة “تصويب المسار” كحارس للجمهورية إن كان ثمة موجب لذلك في أي لحظة وحول أي موضوع وبتغريدة أجاد النائب جميل السيد وصفهم إذ قال فيهم إن البعض ظن أن هؤلاء سيخافون الله ويتغيرون، جاءت تعيينات الحكومة فكشروا عن أنيابهم وعادوا كلهم كما كانوا وإن كان من أحد يحق له أن يهدد بالاستقالة فهو رئيس الحكومة حسان دياب وليترككم لأنياب الناس تقطعكم أجزاء وقبل الوقوع في محظور تصريف الأعمال، على الحكومة أن تفتتح قسما لإدارة الكوارث السياسية وأن يصارح رئيسها اللبنانيين بالمتدخلين والمعرقلين وسلوك أقصر الطرق إلى حفظ ماء الوجه يكون بإدارة الأذن الطرشا وملء الشواغر بالكفاءة لا بالمحسوبية وإذا كانت مصائب الكورونا عند قوم السياسيين فوائد فقد أصبحت أزمة تعيين نواب حاكم مصرف لبنان أم الأزمات فيما البلد مقبل على معارك طويلة أخطرها الأمن الاجتماعي والمعيشي وعندما تدق ساعة الجوع لن ينفع آلهة التمر الاختباء وراء الأبواب.
مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 01/04/2020