IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة 16/5/2025

“لبنان بلد العجائب” وعلى “جدارية البلدية” يعلق للسياسيين الوسام الأرفع من رتبة “تحالف” ومن العاصمة الى البقاع اجتمعت الأضداد وانضوت تحت “ناس من ورق”، فمن كان الخصم حتى العضم بالأمس صار حليف البلدية اليوم فتصدرت “بيروت تجمعنا” المشهد.

جلس حزب الله والقوات اللبنانية في خندق واحد فشطب السلاح من التداول وسقطت مهل تسليمه على قاعدة “الضرورات تبيح المحظورات” والحلف نفسه يتسرب الى زحلة اذ تلتقي الكتائب مع الثنائي الشيعي عند المهندس أسعد زغيب على الرغم من نفي رئيس الحزب سامي الجميل هذا التحالف, وتمد القوات خيوطها إلى التيار أيضا في زحلة بعدما أصبحت وحيدة في معركة يتجمع فيها أقطاب المدينة.

تحالف الضرورة يشير إلى أن كل الخلافات قابلة للزوال عند التقاء المصالح المشتركة فما المانع من أن يشكل التحالف البلدي ممرا آمنا لوقف السجالات السياسية العقيمة التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الانقسام وشد عصب المناصرين من هذا الطرف وذاك وإثارة الغرائز الطائفية والمذهبية والدعوة إلى الممر الآمن.

في السياسة يصحبها تحول في خطاب حزب الله الذي أعلن أن لا مشكلة بينه وبين مكونات الداخل ورحب بعودة الدول العربية إلى لبنان وترك للشعب السوري تقرير مصيره وأمام هذا التحول فإن الثابت أن لبنان نجح في التأسيس لانطلاقة جديدة رغم وجود صعوبات يواجهها مشروع إعادة بناء الثقة ومسيرة الإصلاح وهو ما قاله رئيس الحكومة نواف سلام قبيل مغادرته إلى العراق لتمثيل لبنان في قمة بغداد.

سلام حمل رسالة وعد وأمل إلى قادة العرب وشعوبهم بوضع لبنان على سكة التعافي مع الاعتراف بأن المهمة صعبة وشاقة ومليئة بالتحديات وإحدى هذه التحديات ما ستحمله الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في زيارتها الأسبوع المقبل إلى لبنان.

وبحسب معلومات الجديد فإن أورتاغوس ستأتي وفي جعبتها جملة من الشروط التي على لبنان تنفيذها في استنساخ للتجربة الأميركية مع سوريا ولائحة المطالب من رئيسها أحمد الشرع وأبرزها ما تحدث عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري لموقع أساس وهو أن سوريا الجديدة على طريق المصالحة مع إسرائيل إن لم تكن تقدمت فيها.

وليس بعيدا عن الصورة المرسومة لسوريا الجديدة فقد استعادت تركيا بابها العالي وتحولت اسطنبول إلى “سنجق” للمفاوضات فجمعت الأضداد على أرضها “بفرمان” منح تركيا سلطة الوالي والوسيط صاحب الدور السياسي في المنطقة فاستقبلت لقاء ثلاثيا بين وزراء خارجية أميركا وسوريا وتركيا واستضافت اجتماع الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع الإيراني وتوجتها بجلوس الروسي والأوكراني وجها لوجه بعد ثلاث سنوات من الحرب.

وأفضت جولة الحوار الأولى إلى الاتفاق على تبادل ألف أسير من كل جانب وبعد  التسونامي  الاقتصادية للرئيس دونالد ترامب إلى الخليج وحصده أربعة تريليونات دولار أي ما يعادل أربعة آلاف مليار دولار وتطلعه الى ثلاثة عشر تريليونا  قال على هامش مشاركته في حوار الأعمال الأميركي الإماراتي في أبو ظبي إن العالم سيكون أفضل خلال أسابيع قليلة.

أضاف: سنجد حلا للوضع في غزة والمجاعة التي تحدث هناك نفكر في غزة وسنتولى الاعتناء بالأمر وأكد ترامب أنه سيلتقي  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمجرد أن يتمكن من ترتيب الأمر لكن جولة ترامب والرؤية الأميركية المختلفة عن الرؤية الإسرائيلية للشرق الأوسط تعرضتا “لنيران صديقة” من بنيامين نتنياهو الذي رد على تهميشه بتصعيد العدوان على غزة وأمر جيشه بشن عشرات الغارات بمعدل غارة كل أربع دقائق ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء جلهم من النساء والأطفال وأعطى الضوء الأخضر للهجوم على موانىء اليمن ويمعن في الاعتداءات على لبنان في رسالة اعتداء مباشرة على الإدارة الأميركية كونها الضامنة لاتفاق وقف إطلاق.