الطريق إلى دمشق مرت من بيروت وإلى قصر الشعب انتقل المشهد بلقاء الشرع –براك ليفتح المبعوث الأميركي صفحة الملف السوري وما يدور حوله من تكهنات تبدأ بتثبيت “حكم الشرع” ولا تنتهي بما تحدث عنه توم براك بأن المنطقة تتغير وما يتم الترويج له عن سلام بين الطرفين بعد تأكيد الجانب السوري وجود تنسيق أمني سوري إسرائيلي.
وثنائية الشرع براك سرعان ما تحولت اجتماعا ثلاثيا بين الرئيس السوري ومظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية بإشراف براك لتذليل العقبات أمام تطبيق فض الاشتباك بين حكم سوريا الجديد والفصائل الكردية المنضوية تحت لواء قسد ودمجها في الدولة وطمأنتها في إطار مساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتبريد الأرض السورية.
وبالتزامن طوى عبدالله أوجلان صفحة الكفاح المسلح ونزح من معتقله التركي نحو تبني السياسة الديمقراطية خيارا استراتيجيا بديلا غادر براك بيروت إلى دمشق لكن ملائكته بقيت حاضرة ومفاعيل الزيارة لا تزال تخضع لتحليلات عشوائية.
وتحتل العناوين المتضاربة وكلها قراءة في غيب مكشوف بدلائل واضحة تقوم على دبلوماسية الحوار لا على التهديد وفيها تقدم الموقف الثلاثي الرسمي اللبناني الموحد خطوة في مقابل تراجع الموقف الأميركي خطوة إلى الوراء ليشكل قوة دفع ذاتي لا عامل ضغط خارجي باستثناء عبارة “ملغومة” قالها براك: “إذا أرادت القيادة السياسية نزع السلاح سنساعد”.
وبحسب معلومات الجديد في هذا الإطار فإن أيا من المسؤولين اللبنانيين غير مستعد لمواجهة بالنار مع طائفة بأكملها وبتوصيف أدق “ما فينا نعمل دم” وربطا بما يحكى عن وساطات بين حزب الله والجانب الأميركي نفت جهات عدة ومنها حزب الله صحة هذه المعلومات شكلا ومضمونا كون هذه المهمة فضفاضة ولا تعالج على مستوى أحد النواب.
وفي الوقت المستقطع حتى عودة ساعي البريد الأميركي حاملا الجواب الإسرائيلي فإن الانتظار ولد محطة قبرص في زيارة خاطفة قام بها رئيس الجمهورية جوزاف عون على حدود الأبيض المتوسط المشتركة، وضفتين تربطهما مأساة الهجرة البائسة ومقيمون لبنانيون على أرض بوابتنا إلى أوروبا والغرب بحسب رئيس الجمهورية.
بدوره أكد رئيس قبرص دعم استقرار لبنان ووحدة وسيادة أراضيه، وكشف عن الاستعداد لتعيين سفير للبنان لدى الاتحاد الأوروبي وهي خطوة بقدر أهميتها قد تدخل بازار السياسيين على قاعدة المحاصصة أسوة بغيرها من التعيينات التي قطعت شوطا في القضاء, لكنها علقت عند التشكيلات القضائية وهي تخضع حاليا لامتحان مجلس القضاء الأعلى بعدما وصلت إلى أمتارها الأخيرة.
واليوم وتحت مراقبة المسيرات الإسرائيلية خاض طلاب لبنان الامتحانات الرسمية بعد عام دراسي مليء بالتحديات والضغوط النفسية والمادية والنزوح والتهديدات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ولم يكن آخرها توغل جنود الاحتلال في جبل بلاط واللبونة.