“هيدا لبنان” جنوبه محاصر بالموت اليومي وبوقوع ذات البين بين أهله وبين من أنيط بهم حفظ السلام شماله يسير أعماله على توك توك بعد ضيق الحال عين بقاعه البعيدة عن المركز تراقب ما بعد الحدود فيما القلب والأطراف تنبض أعيادا ومهرجانات لانتشال الفرح من عنق المأساة.
ومن هذا المشهد المتناقض لا شيء يتقدم فسرعت الأرض دورانها لتشهد البشرية أقصر أيامها لهذا العام فهل يلتقط أباطرة الحروب إشارة الكوكب ويخففون عن كاهله عبء الحروب والأزمات؟
هي تمنيات متوقفة على ثلاثة مسارات: وقف الحرب على غزة عودة الأميركي إلى التفاوض مع الإيراني وعلى عقدة السلاح هل بات لقاء واشنطن – حارة حريك بغض النظر عن شكله أكثر من ضرورة ؟
“ومن الآخر” فإن الدولة اللبنانية حبست أنفاسها بانتظار عودة الموفد الأميركي توم براك وعلى مشيئة الله تجنب رئيس مجلس النواب نبيه بري تناول أي تفصيل إضافي مرتبط بالرد اللبناني على الورقة الأميركية، واكتفى بمقولته الشهيرة: ” ما تقول فول تيصير بالمكيول”
صحيح أن الدولة تحاور الداخل والخارج لكن لبنان بات معزولا وفي آخر الأولويات بعدما احتل الملف السوري قائمة الاهتمام وكل تأخير في الوصول إلى اتفاق يساهم في إبعاد لبنان عن محيطه وعن العالم لا بد من خطوة للأمام في وقت يتعرض فيه لبنان لخطر الداخل وضغط الخارج, في وقت تستبيح فيه إسرائيل السيادة اللبنانية ولا قوة في العالم استطاعت أن تفرض عليها تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار فماذا لو تمادت أكثر في تدخلها لنزع سلاح حزب الله بالقوة ؟ من يمنعها؟
وتجربة غزة بادية للعيان حيث ساندت الأنظمة إسرائيل في الحرب واتخذت موقف المتفرج أمام حربي الإبادة والتجويع لبنان متروك لمصيره كنموذج غزة حيث وقف الحل فيها بمنتصف الطريق عند هدنة الستين يوما تبقي فيها إسرائيل يدها على الممرات الإنسانية وسيطرتها العسكرية على القطاع.
ومن خلالها يناور بنيامين نتنياهو للبقاء في الحكم عبر “حشر” الغزيين في معتقل رفح تجسيدأ لمعسكر”أوشفيتز” النازي وخاتمة الملفات متوقفة على الثلاثي الأميركي – الإسرائيلي – الإيراني المعقود على نصر الطرفين الوهمي مع إبقاء باب اللقاء مواربا.
كل الحلول متوقفة على قرارات ترامب -نتنياهو وما بين الأجواء الإيجابية والصورة القاتمة الصفقات تسير جنبا إلى جنب مع تبادل الأدوار كون طبع رجل الأعمال يتغلب على تطبع ترامب وعلى الهامش فتح لبنان ممرا مائيا لترسيم حدوده البحرية مع قبرص بالماء والملح.