Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت 09.08.25

انفجرَ السلاحُ.. فأُصيبَ الوطن، واختلَط الدمُ البقاعيُّ بالشَّماليِّ والجَنوبي وتوَحَّدَ تحت شعارِ التضحيةِ والشرفِ والوفاء. ستةٌ من شهداءِ الواجب وآخَرونَ جرحى من أبناء الجيشِ الوطني اللبناني، هي الحصيلةُ الأولية للحادثِ المؤسف الذي يَخضعُ للتدقيقِ اللوجستي والمتابَعةِ من قِبل قيادةِ الجيش لتحديد الأسباب. بعد بيانٍ صادر عن مديريةِ التوجيه أفاد بأنه أثناء كشفِ وِحدةٍ من الجيش على مخزنٍ للأسلحة وعملِها على تفكيكِ محتوياتِه في وادي زبقين قضاء صور وقعَ انفجارٌ داخلَه وأدى إلى ما أدى إليه، وبإجماعٍ رسميٍّ وشعبي، أُصيب لبنان كلُّ لبنان بجُرحِ المؤسسةِ العسكرية، فتوَحَّدتِ البلادُ على العَزاء وحَصَرت “سلاحَ الموقف” بالبِزَّة المُرَقَّطة  القوةِ الشرعيةِ على كاملِ الأراضي اللبنانية، التي تَصونُ الوطنَ وتَحمي أراضِيَهُ وتدافعُ عن كرامته وسيادته. ليس جديداً على “عسكر لبنان” أن يَرويَ أرضَ البلادِ الواسعة بالدم فهذه عقيدةُ الواجبِ ونَذْرُ الوفاء، من حربه على التطرفِ ذاتَ فجرِ جرود إلى تقديمِ الشهداءِ أوسمةً من رُتبةِ الضابط محمد فرحات في الدفاع عن أرضِ الجنوب إلى مَهمةِ الذَّوْدِ عن لبنان وحمايةِ أرضِه وحدودِه وبسطِ سيطرتِه على آخِر حبةِ ترابٍ من أرضِ الوطن، ليكونَ في الصفوفِ الأمامية “تيبقى الوطن” في مرحلتِه الأصعب في التاريخ. فالتحيةُ كلُّ التحية والعَزاءُ للبنانَ وجيشِه وعائلاتِ الشهداء ولْتُرفَعِ الصَّلَواتُ من القلوبِ على نية شِفاء الجرحى “وتسلم يا عسكر لبنان”، في حادثِ اليومِ عِبرةٌ بالدم لمن لا يَعتبرُ في السياسة لأيِّ طرفٍ انتمى، ويحاولُ استغلالَ الدمِ للتحريضِ والطلب من الجيش أن يفجِّرَ السلاح قبل أن يفجِّروهُ فيه، مستبِقاً نتائجَ التحقيقِ لصبِّ الزيتِ على النار،  ولمِثلِه ومَنْ يحاولُ تأجيجَ الشارع حذر الجيشُ في بيانٍ المواطنينَ من تعريضِ أمنِ البلاد للخطر من خلال تحركاتٍ غيرِ محسوبةِ النتائج، والجيشُ لن يسمحَ بأيِّ إخلالٍ بالأمنِ أو مساسٍ بالسِلم الأهلي أو قطعِ الطرقاتِ والتعدي على الأملاكِ العامّةِ والخاصة وتنبيهُ المواطنين مرتبطٌ حُكماً بالسياسيين ومسؤوليتِهم المضاعَفة في مرحلةٍ حساسة تمرُّ بها البلاد وعليها كثُرتِ التحليلاتُ والتكهنات، والثابتُ أنَّ ما جرى في جلستَيْ بعبدا  لن يغادرَ مربَّعَها وأنَّ حزبَ الله وعلى الرَّغم من سقفِ مواقفِه العالية فيما يتعلقُ بسلاحه، فإنه يواجِه الحكومةَ باعتراضٍ منضبط،  ولا يسعى لصِدامٍ في الشارع أو مع الجيش  أو إحداثِ فتنةٍ طائفية تؤدي إلى حربٍ أهلية. أما مغادرةُ المربعِ الحكومي فغيرُ واردةٍ ليقينِه بأنَّ البديلَ جاهزٌ والطائفةَ الشيعيةَ غنيةٌ بالكَفاءات. مُصابُكم مُصابُنا وسنبقى معاً في خندق واحد قال حزبُ الله في عَزاءِ شهداءِ الجيش ومن هذه الأولوية تَقتضي المسؤوليةُ الوطنية الالتفافَ حول المؤسسةِ العسكرية ومع الدولةِ اللبنانية في محيطٍ مُشتَعِل  من سوريا التي نددت حكومتُها بمؤتمرِ الحسكة للأكراد وسائرِ الأقليات ورَفَضت الاجتماعَ مع قواتِ سوريا الديمقراطية في باريس ما لم تلتزمْ قسد باتفاقِ العاشرِ من آذارَ الماضي  إلى قطاع غزة وتهديدِ بنيامين نتنياهو باحتلال ما تبَقَّى من أراضيه ولإبادة ما تبقَّى من مَعالمِ الحياة فيه في وقتٍ وَصفت عائلاتُ الأسرى لدى المقاومةِ الفلسطينية حكومةَ نتنياهو بحكومةِ الموت واتهم رئيسُ أركانِ الجيش الإسرائيلي إيال زامير نتنياهو بدفع الجنودِ إلى مَصيدة الموت هي أحداث غَيْض من فَيْض تقفِزُ الأنظارُ فيها أسبوعاً إلى الأمام والقِمةِ المرتَقبة بين الرئيسين الأميركي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ولاية آلاسكا، فهل مَنْ أَشعَلَ الحروبَ سيُطفِئُها؟؟