IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء 22/10/2025

عين على غزة وعين على سوريا ومع أن لبنان بات على كل لسان  إلا أن الواقع العربي والدولي دفع به إلى آخر سلم الأولويات فالداخل اللبناني منكفىء على “حروبه الصغيرة” في زواريب قانون الانتخاب ومعركة الإصلاح ربطت عضويا بالسلاح ومعها المساعدات وعلى رأسها إعادة الإعمار فإلى أين المفر؟

المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك وبعد التغريد والتهديد بالفرصة الأخيرة اتخذ من ذكرى تفجير مقر المارينز في بيروت عام ثلاثة وثمانين مناسبة للقول إن على لبنان أن يحل انقساماته ويستعيد سيادته, وفي ذلك ضرب على مسمار حزب الله ومسؤوليته عن التفجير ودعوة مباشرة الى الدولة اللبنانية لاستعادة سيادتها انطلاقا من نزع سلاح حزب الله.

لا يختلف اثنان على أن واشنطن حليفة تل أبيب في السراء والضراء وتعتمد البوصلة الإسرائيلية في تحديد اتجاهات التعاطي مع لبنان. ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين تخلت عن دور الوسيط وتحولت إلى ناطق باسم المطالب الإسرائيلية وهو ما تعيه كل الأطراف اللبنانية وتحديدا حزب الله, فلماذا تحويل المعركة من معركة مع العدو الإسرائيلي  إلى معركة مع السراي الحكومي  تحت عنوان التقصير في إعادة الإعمار؟

الحزب مكون أساسي في الحكومة “وبيعرف البير وغطاه” عن “بيت المال” الحكومي وبدلا من أن ينصب هجوم الحزب على إسرائيل التي تمنع إعادة الإعمار باستهداف المعدات والآليات وتحويل القضية إلى قضية رأي عام, حصر هجومه على رئيس الحكومة نواف سلام بحملة مركزة وممنهجة تحرف الأمور عن مسارها الصحيح  في أن لا حول ولا قوة للبنان ما لم يتم تنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري لجهة حصر السلاح بيد الدولة.

والسلاح قيد البحث تتخذه إسرائيل بغطاء أميركي  ذريعة في تدمير البنى التحتية وفي منع إعادة الإعمار وفي مواصلة استباحتها الأجواء اللبنانية وتنفيذ اعتداءاتها واستهدافها المواطنين اينما كانوا على مساحة لبنان, والسلاح عينه لم يشكل رادعا بل أصبح حجة لها. وبالتالي بات السلاح عبئا يرفض حزب الله أن يلقيه عن كاهله.

وفي الوقت عينه يضع على عاتق الحكومة ورئيسها والدولة مجتمعة تداعيات التمسك به هي أصعب المراحل التي يمر بها لبنان والانحناء أمام العاصفة كي تمر ليس استسلاما, وأقصى درجات الحكمة هي التكاتف والتضامن ودعم الحكومة في مواقفها والتمترس وراءها لتخطي المرحلة.

ووحدة الموقف أقوى سلاح في وجه العدو الإسرائيلي الذي يدفع باتجاه الصدام الداخليومن هذا المنطلق أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن لا تراجع عن مبدأ احتكار الدولة للسلاح.

وفي حديث لمجلة “باري ماتش” قال إن حزب الله يجب أن يكون حزبا سياسيا فقط بعد نزع سلاحه ويجب عليه أن يتخلى عن الجناح العسكري وفي المقام لفت سلام إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى الحرب كما يرى ركوب الدراجة إن توقف سيسقط ولهذا أبدى سلام قلقه من الوضع وقال: نواجه على الحدود حرب استنزاف  ليست حربا شاملة  لكنها حرب تنهك الجميع وحكم القاضي.