ألهمَ اللهُ شبابَ الحوار مجلسَ شيوخ، معَ بيعِ صكوكٍ في الجنة .. تتراءى على شكلِ رئيسٍ أواخرَ العام أوِ انتخاباتٍ نيابيةٍ في أيار .. غَلةُ اليومِ الثاني من الحوار: جعجعةٌ بلا رئيس .. إغراءاتٌ بامتيازاتٍ سياسيةٍ مِن دونِ ضمانة .. وجوائزُ ترضيةٍ صالحةٌ للأيامِ الثلاثةِ فقط، على الطاولةِ جَزَمَ الرئيس نبيه بري بالثلاثة أنّ هناك رئيساً قبلَ نهايةِ العام ولم يُعرفْ إلامَ استَندَ دولتُه ومَن زوّدَه كلمةَ السرِّ الرئاسية، وفي مجرياتِ الجلسةِ أنّ وزيرَ الخارجية جبران باسيل طالب بانتخاب الرئيسِ الأكثرِ تمثيلاً والأقوى في طائفتِه، وهذا الأمر ُقال إنّه غيرُ خاضعٍ للتوافق، عندئذٍ اقترحَ النائب سليمان فرنجية انتخابَه منَ الشعب، على أنّ كلَّ النقاشِ لم يتعدَّ مسألةَ تقطيعِ الوقتِ وتعبئةِ الأيامِ الثلاثةِ بالمواقفِ غيرِ العملية، إذ إنّ مجلسَ الشيوخ وحدَه سيحتاجُ إلى ورشةٍ دُستوريةٍ تبدأُ اليومَ ولا تنتهي عندما يصبحُ أبناءُ الزعماءِ شيوخاً…
الثُّغرةُ الوحيدةُ في جدارِ النقاش المُحكمِ تكمُنُ في طرحِ الرئيسِ الأُرثوذكسيِّ أمس .. وإذا كان فرنجية قد رَمى الفكرةَ على شكلٍ ساخرٍ فإنّ الأمرَ يَحتملُ تعديلَ السخرية وتحويلَها إلى واقعٍ للإتيانِ برئيسٍ مسيحيٍّ غيرِ محصورٍ بالموارنة وعندئذٍ تُكسَرُ حِدةُ رئيسِ الحكومةِ السُّنيّ ورئيسِ المجلسِ الشيعيّ أو فلْتذهبِ الرئاساتُ جميعُها إلى المداورة، عدا ذلك فإنّ هذه الطاولةَ تحديداً ليست مُعَدَّةً للنجاح .. بل لشراءِ الزمن، فنائبُ رئيسِ مجلس النواب فريد مكاري يُشبّهُها باللجان والمضيعة .. والرئيسُ السنيورة باللفِّ والدوران .. وسمير جعجع باللهو.. وجبران باسيل يخرجُ منها بسلبية .. وسوف يظلُّ الحوارُ يُنتجُ أرانبَ مِنَ الموازنةِ إلى قوانينِ الانتخاب فمجلسِ الشيوخ إلى حينِ قيامِ الساعة .. والوصولِ إلى التمديدِ وسُبحانَ الباقي بالحيِّ النيابيّ.