
ذخائر القديسة تيريزا وصلت إلى لبنان، في يوم إعلانها قديسة. أم المساكين، رسولة المحبة، نالت رتبة السماء بعدما زرعت المحبة على الأرض. وأمسكت برضى فقراء الأرض ومشرديهم.
لكن لا الذخائر المقدسة ولا جميع القديسين، بإمكانهم أن يوحدوا اللبنانيين على كلمة أو حل أو رئاسة أو مطمر. فالبلاد تذهب مجددا إلى حوار غدا، وسط تساؤل عن مشاركة “التيار الوطني الحر” في الجلسة. وإن كانت الأجواء تشير إلى الإيجابية المشروطة بالميثاقية. أما جلسة الحكومة الخميس، فهي أيضا في مهب التيار. لكن الوزير وائل أبو فاعور وجه الدعوة إلى العونيين للحضور، وبإسم “اللقاء الديمقراطي”، قائلا ان ليس أحد بيننا مفتونا بهذه الحكومة، إنما للضرورة أحكام.
وحلول الضرورة يبدو أنها وصلت إلى ملف النفايات، بتأكيد الوزير أكرم شهيب نهاية الأزمة قريبا. لكن المكبات العشوائية والشوارع المكتظة بالنفايات ورائحة العفن المستشري، لم تتبلغ مساعي الحل بعد. والوحيد المؤكد أن النائب سامي الجميل سيكون أمينا عاما على التطبيق، مع آلية تنفيذية. أما ما تبقى من السياسيين، فهم إما شريك في الجرم ذي الرائحة، وإما متدخلا في المزايدات والمناقصات، وإما يطرح مخارج لقياداته السياسية.
وهناك أيضا المزايدون على المنابر، ويتقدمهم رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الذي بشر بخوضه حربا بلا هوادة على الفساد. جعجع صاحب السوابق في قضايا أخرى، لم يسبق له أن بل يده في الحرب على الفساد، حيث يجرؤ الآخرون من مثل سامي الجميل. وفي سجلات الحكيم أن أقصى معاركه تقتصر على مقاطعة الحكومة، والقصف على جهازها السياسي من منصة معراب. فأين كان جعجع من التلزيم والمناقصات، وجهاد العرب ومجلس الإنماء والإعمار، وفضيحة فرق الأحد عشر مليونا، وتهريبة الميكانيك؟.
لم يثبت إلى الساعة، سوى أن كلام سيد معراب جعجعة بلا طحين. أما إذا بدل الحكيم في عزيمة مكافحة الفساد، فسوف يجد أن له محطة تلفزيونية تواكب حربه تلك، وتتبنى مسارها، لكن بتسمية المرتكبين بأسمائهم وعدم التعميم.
وحيث أخفق جعجع، تقدم وئام وهاب طالبا حرمانه “كيس الطحين”، معلنا أنه سيكمل المعركة ضد من ينهبون الدولة، وفي طليعتهم المتعهد قاسم حمود الممسك اليوم ببعض الوزارات، والذي لا يتوانى عن الاستمرار في معركة تعطيل الكهرباء، ويمنع اللبنانيين التغذية عشر ساعات لأنه يريد السمسرة.
تعطيل في الداخل، وتسويات كبرى في الخارج برزت معالمها اليوم في قمة العشرين ولقاء أوباما- بوتين، قبل أن تسحق في الميدان عبر سيطرة الجيش السوري وحلفائه على الكليات العسكرية جنوبي حلب، وقطع جميع طرق وإمدادات المسلحين من الريف الجنوبي بإتجاه الأحياء الشرقية.