ملف الرئاسة على سفر، في أسبوع يسبق جلسة الانتخاب. فالرئيس نبيه بري بدأ جنيف1 منفردا. سعد الحريري إلى الخارج، وربما السعودية. فيما يسبقهما النائب وليد جنبلاط في سفر داخلي، عبر تأجيل تسريح القرار الاشتراكي ووجهة تأييده السياسية، فهل يناصر حليفه، رئيس المجلس، أم سينشق عنه تصويتا، أو يبقي أصوات كتلته متوزعة. اجتماع المختارة اليوم، ترك القرار مفتوحا، بحيث لن يكون لنواب “اللقاء الديمقراطي” كلمة حاسمة إلا في الدقائق الأخيرة، تيمنا بالعرف الجنبلاطي القائم على بيضة قبان.
في عمق الأزرق، يعول الحريري على أسبوع يثني فيه بعض نواب “المستقبل” عن قرارهم المستقل، في محاولة لاستعادتهم إلى كنف الصوت الواحد وتأييد عون. يؤازره في المهمة ولي عكار ونبي الزمان خالد الضاهر، العائد إلى الحريرية بعدما كان أول الخارجين على خطها، وهو أصدر اليوم رؤية تحلل انتخاب العماد عون.
قوة الإسناد الضاهرية للحريري، تقابلها محاولة انتشار لمجموعة اللواء أشرف ريفي في شوارع طرابلس، ورفع لافتات مسيئة إلى عون، مع إعلان وزير العدل المستقيل ما سماه المقاومة السلمية ضد وصاية إيران. لكن محافظا جبروت القامة، “نهر” بالتحرك وتقدم مدعوما بقرار الداخلية لإزالة كل شعار يسيء إلى العيش المشترك، ويمس رموزا وطنية كميشال عون وسعد الحريري. وحذر محافظ الشمال رمزي نهرا من أن رفع أي لافتات جديدة يعرض صاحبها للملاحقة.
وشمالا، إلى القلب السوري، أي قرار سيتخذه من كان قلبهم مع سوريا؟. هذا الأمر متروك لما يقوله الأسد، بحسب أبو جاسم، فيما آخرون ينتظرون الإشارة النهائية من خطاب السيد حسن نصرالله غدا، التي وفق مصادر الحزب، لن تحيد عن الثوابت السابقة بدعم عون، مع تأكيد “حزب الله” المشاركة في جلسة الحادي والثلاثين وانتخاب الجنرال، وإن بتمايز عن الحليف نبيه بري.
وعليه، فإن أنصار سوريا يترقبون نصرالله. أما أصحاب الهوى الأميركي فقد وصلهم التوضيح اليوم من وزارة الخارجية الأميركية، التي ترجمت كلام جون كيري المبهم والعائم، وقالت إنها تدعم الشعب اللبناني في الحصول على فرصة انتخاب رئيس، وهذا الرئيس الذي سينتخبه الشعب سندعمه وسنحترم هذه العملية.
وبموجب هذا المشهد، فإن لعبة عد الأصوات ستكون هي الرائجة لأسبوع من اليوم، لكن كل الحسابات ستؤدي إلى عون رئيسا من الدورة الثانية، مع الإبقاء على سليمان فرنجية مرشحا، ومن دون أن يطلب منه “حزب الله” سحب ترشيحه بمونة نور العين.

