عاد نبض حلب روح المدينة المدمرة بدأت طلائعها بالظهور.. مع طلوع أرواح المسلحين فيها الذين سارعوا الى الاستغاثة وتأمين ممرات عبور أطبقت الدولة السورية على حلب ..مدينة النظام وعاصمة سوريا الاقتصادية وشريانها الحيوي .. لكن إذا كانت معركة استعادة المدينة التاريخية تجري حاليا بأيادي الروس والجيش السوري وحلفائه ونجبائه .. فإن من أسقط حلب هو من دعم معارضتها ذات معركة خاسرة فالداعمون هم المتخلون .. سلحوهم ثم حاصروهم .. نفخوا بصمود حلب .. الى أن تبت يدا أبي لهب.. تخلى المجتمع الدولي عنهم .. وأدارت دول الخليج ظهرها لمعارضين مسلحين من خيراتها تجمع المقاتلون في ربع مساحة شرقي حلب ولما طرحت روسيا التفاوض على خروجهم .. وقف المجتمع الغربي ودول عربية في وجه إتمام عمليات الانسحاب .. ذرفوا دموعا على حصار حلب .. تباكوا تحت قبة مجلس الأمن .. دعموا المعارضة بالخطابات وطالبوها بالصمود والتصدي وهم يدركون أن عين الهاون لا تقاوم مخرز السوخوي الى أن جرت محاصرة المسلحين في مساحة ربع الربع ومع ذلك .. منعوا من التفاوض على الانسحاب الآمن .. وكل ذلك بهدف ألا تسقط حلب فتتغير المعادلة ويصبح الروسي والايراني وحزب الله قادة سياسة بعد قيادة الميدان والضربة القاصمة للمعارضة المسلحة جاءتْها من سند الظهر ..أميركا فلم يكتف وزير الخارجية جون كيري بالانسحاب من دعم المعارضين إنما حملم مسؤولية خسارة حلب لكونهم رفضوا التزام وقف إطلاق النار والضربة الأميركية للمعارضين ستكون عبر سحبهم إلى تفاوض بالشروط الدولية وفي عرين الأسد إذ أعلن كيري أن الرئيس السوري سينخرط في التفاوض بنيات حسنة كما أبلغه الطرف الروسي. تسارع التطورات الميدانية والسياسية في حلب يترافق وخطى سريعة في الموصل للتخلص من داعش .. مع حسم مبين في سرت الليببة .. وتوجهات خليجية سعودية كويتية للحول السياسية في المنطقة من سوريا إلى اليمنيين المتصارعتين أمام هذا الواقع.. بات على لبنان تسريع خطاه الحكومية حتى لا يصبح على رصيف الدول وإذا كانت الحلْقة المفرغة تدور على خطي بنشعي عين التينة موصولة ببعبدا فإن بيت الوسط لعب دور التوازن .. واستدعى الرئيس سعد الحريري هذا المساء زعيم تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى لقاء للبحث فيما يمكن أن يفرج عن التشكيلة الحكومية قبل الاعياد.

