IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الجديد المسائية ليوم الأربعاء في 5/11/2025

“العمدة” زهران ممداني اسم دخل التاريخ من بابه العريض بزلزال مركزه نيويورك لكنه ضرب أساسات البيت الأبيض وسياساته وأحدث هزات ارتدادية في ثلاث ولايات أوصلت مسلمين إلى مواقع هامة مصحوبا بتسونامي.

تصويت اندفعت إليه فئات المجتمع المهمشة والعنصر الشبابي الذي قلب المعادلة وغير الموازين لم يخرج “ممداني” من رحم النخبة ولا من نادي أصحاب النفوذ ولم تلده دولة المال والاقتصاد والأعمال العميقة بل تخرج من صفوف الطبقة العاملة, ونال لقب “بطلها” ما دفع خصومه لوصفه “بالمسلم الشيوعي” والمعادي للسامية.

“ليلة القبض” على نيويورك أعادت عقارب الزمن أربعة وعشرين خريفا إلى الوراء يوم أفرزت أحداث الحادي عشر من سبتمبر مصطلح “الإسلاموفوبيا”, لكن تبوؤ ممداني “المسلم” لثاني أكبر منصب في الولايات المتحدة ومعه آخرون من “طينته” في ولايات اخرى أطاح بالكراهية المفتعلة خدمة للسياسة وإفرازاتها في اجتياح الدول وتغيير الأنظمة.

فكان أن أطلق أول شعاراته بعد انتخابه بمحاربة معاداة السامية وكراهية المسلمين لم تكن معركة “ممداني” مجرد معركة انتخابية على منصب لولاية عمرت بأيادي المهاجرين بل شكلت مختبرا لتحول تاريخي على أبواب الانتخابات النصفية وما بعدها الانتخابات الرئاسية وأحدثت انقلابا في مزاج الناخب الأميركي. فهل تعيد تركيب اللعبة السياسية؟

على معادلة الوجه الجديد الذي وقف بوجه النظام السياسي القديم أغلقت بورصة نيويورك الانتخابية على فوز “ممداني” وغدا يوم آخر, لكن الإغلاق الحكومي الذي سجل الرقم القياسي الأطول في تاريخ البلاد كان عاملا سلبيا للجمهوريين في الانتخابات بحسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب فحمل الديمقراطيين مسؤولية الخسارة واتهمهم بأنهم يتصرفون بشكل انتحاري ويدمرون البلاد.

أما لبنان فيفتح بابه الحكومي غدا على مصراعين: قانون الانتخاب وحصر السلاح الأول مرفوع إلى مجلس الوزراء على ثلاثة مقترحات: اقتراع المغتربين للنواب المئة والثمانية والعشرين أو اعتماد القانون النافذ بعد معالجة شوائبه أو اقتراع غير المقيمين في دوائر قيدهم في لبنان بعد التوافق السياسي, وقد يكون الثالث ثابتا كمخرج يرضي الجميع لتنحصر أم الأزمات في حصرية السلاح.

وبموازاة التقرير الثاني لقيادة الجيش والشوط الذي قطعته في تنفيذ خطتها فإن حزب الله بإعلانه التمسك بالسلاح والمجاهرة باستعادة العافية إنما يعطي مزيدا من الذرائع لاستهداف بيئته ومن ورائها كل لبنان من عدو لم يحتج يوما لمبرر.

ومع اختلال موازين القوى وعدم فاعلية سلاح الماضي الثقيل في الزمن الحاضر فإن لبنان وإلى الحصار الإسرائيلي المفروض عليه والتهديد بالتصعيد محاصر بعزلة اقتصادية ومالية وبين النارين تسير الثلاثية الرئاسية على خط الدبلوماسية والاستعداد للتفاوض للوصول إلى حل يفتح الباب أمام فك الطوق عن لبنان والبدء بإعادة الإعمار وإعادة الإعمار لا تكون ببناء أبراج في الهواء وأوهام على الأرض بل بقرار ينخرط فيه حزب الله في نسيج الدولة ويخرج من أنسجة المحاور.