الغدر سمتهم لا خلاف، لكن على اميركا وفرنسا – الراعيتين لاتفاق دولي بوقف اطلاق النار وانسحاب القوات الصهيونية من لبنان – الالتزام، والا فان اهل الارض الذين حرروها بالدم وعظيم التضحيات، يعرفون كيف تحرر من جديد بكل ما أوتوا من سبل وحقوق تكفلها الاعراف والدساتير والقوانين ، ولن يسكتوا على تكريس احتلال لا بعد ستين يوما ولا ستين عاما.
اعلن بنيامين نتنياهو ان قواته لن تنسحب من كامل الاراضي اللبنانية بانتهاء مهلة الستين يوما التي تصادف الاحد، وانه اتفق مع الادارة الاميركية على ذلك – كما قال. فما قول واشنطن وشريكتها باريس؟ وما قول الدولة اللبنانية التي كانت هي الموقعة على الاتفاق؟ وما قول الامم المتحدة المشاركة كراعية وحاضرة في الميدان؟ ثم ما هو قول السياديين اللبنانيين؟ واهل التغيير ولبنان الجديد؟
قبل ان يقولوا قولهم – ان استطاعوا – فان قول الجنوبيين يعرفه اهل العالم اجمعون، بأن لا قوة احتلال على ارضهم ستدوم، وانهم كما هم اهل حكمة وصبر هم اهل العزيمة والبأس، وأكثر من يعرفهم – العدو الصهيوني.
وسيرى العالم بأسهم رغم كل الآلام، كما قال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، لأنهم شعبٌ يأبى الضيم والاذلال والهوان ، ولن يترك لغاز ومحتل أن يستقر، بحسب الشيخ الخطيب، الذي حذر الدول التي تعهدت بتطبيق اتفاق وقف النار من العواقب التي ستترتب على الإخلال به من قبل العدو الاسرائيلي.
ومن خلال التصريح الصهيوني فان ساعات دقيقة تعيشها الاتصالات والمشاورات طغت على كل الحديث الحكومي وعلى الزيارات العربية بعناوين الصداقة والاخوة والدعم للبنان، من السعودي بالامس الى الكويتي ومجلس التعاون الخليجي اليوم.
فالعيون والقلوب على الجنوب الذي خفق اليوم من الخيام، حيث دخلها اهلها كأرض مقدسة هي بوابةٌ للسماء، فيها عبق الرجال الرجال، الذين اذلوا المحتل ومنعوه منها، واحالوها انموذجا للصمود الاسطوري، الذي على المحتل ان يقرأه جيدا جدا.