غزة ولبنان ينتظران اليومَ التالي. ففي القطاع المنكوب إنتظارٌ ثقيل لنتائج السباقِ القاسي بين وقفِ إطلاق النار والحرب. واذا كانت حماس قالت “نعم ولكن” لخطة ترامب، فإنّ الولاياتِ المتحدة وإسرائيل تواصلانِ الضغطَ على الحركة للقبول بوقف إطلاق النار بلا تحفظات. الرئيس الأميركي هدّد حماس بأنها ستتعرّض لإبادة كاملة في حال قرّرتِ البقاءَ في السلطة. أما رئيسُ الوزراء الإسرائيلي فأعلن أنه في حال لم يتم الإفراجُ عن الرهائن في المهلة المحدّدة، فإنّ إسرائيل ستعود للقتال. إذاً الأسبوعُ الطالع حاسمٌ ومصيريٌ بالنسبة إلى خطة ترامب. فإمّا أن يتم الإتفاقُ على تفاصيلها التنفيذيّة في اجتماعات تنعقد في عدد من العواصم المعنيّة، وإما أن تعودَ إسرائيل إلى لغة البارودِ والنار، ويعودَ القطاعُ إلى مأساته التي بدأت منذ عامين. في لبنان ترقبٌ لما يمكن أن ينتج من اجتماع مجلسِ الوزراء غداً. فالجلسة مثقلةٌ بالبنود المهمة، وأبرزُها بندان: الأول تقريرٌ عن تنفيذ خطةِ الجيش جنوبَ الليطاني، والثاني يختصّ بسحب العلمِ والخبر من جمعية “رسالات”، وهي المسؤولةُ قانوناً عمّا حصل أمام صخرةِ الروشة. في المبدأ تقريرُ الجيش لن يواجه اعتراضاتٍ تُذكر، وعليه فإنّ الكباش الحقيقيّ سيتمحور حول حلِّ أو عدمِ حلِّ جمعية رسالات. فثمة فريقٌ حكومي يترأسُه نواف سلام يؤيّد حلّ الجمعية باعتبار أنها خالفتِ القوانينَ المرعيّةَ الإجراء، وعرّضت السلمَ الأهلي للخطر، في حين سيواجهُ وزراءُ الثنائي التدبير، كما ستُنَظم تظاهرةً في الضاحية تأييداً للجمعية. فلمن ستكون الكلمةُ الفصل: للدولة أو للدويلة ؟ وهل سيبقى حزبُ الله بكلّ مؤسسّاته فوق الدولة، لا يتقيد بأنظمتها ولا يعبأُ بقوانينها؟ تزامناً، سوريا على طريق الديمقراطية بعد ليلِ الدكتاتوريةِ الطويل. فعملية انتخابِ أعضاءِ مجلس الشعب جرت اليومَ بهدوء لافت، وحماسةٍ ظاهرة، باعتبار أنّ ما عاشه السوريّون لم يشعروا به منذ عقودٍ طويلة. البداية من استمرار تداعياتِ واقعةِ الروشة. فموضوع جمعية “رسالات” يَطرح منازلةً جديدة بين سلام وحزبِ الله في مجلس الوزراء، فيما رئيسُ الحكومة يؤكّد لشخصيات سنيّة ووطنية: أنا أترّقب.
مقدمة نشرة أخبار الـmtv المسائية ليوم الأحد في 5/10/2025