على مرأى من ممثلي الدول المانحة لإعادة اعمار لبنان من دمار العدوان الاسرائيلي، يقدم الثنائي الشيعي حزب الله وأمل أسوأ أداء ميداني ضد قوات حفظ السلام اليونفيل ومراجع دينية ويسقط عمامتها أرضا.
قوات الطوارئ الدولية التي تنضوي تحت عديدها دول يستضيفها لبنان لإعادة اعماره وبينها فرنسا المتبرعة اليوم فقط بخمسة وسبعين مليون دولار هي نفسها من يتم تجريدها في الجنوب من هيبتها وحيادها وقبعاتها الرافعة لواء السلام.
وفي الوقت الذي لم يضرب حزب الله كفا لإسرائيل على عدوانيتها المتكررة قصفا واغتيالات ويعلن التزامه خيار الدولة، فإنه يعطي الإذن لمجموعات تحت مسمى الاهالي لتسديد الكف على وجنات افراد اليونفيل ومنذ بدأت هذه الحوادث تتكرر من قرية الى قرية، فإن ثنائي امل وحزب الله لم يوعز بوضع حد لهذه العدوانية او يحاسب فاعلا واحدا ويسلمه للدولة ليكون عبرة للآخرين, لا بل “فلت الملق” واصبحت دوريات اليونيفيل “ملطشة” لأولاد الحي.
وفي بيان لحركة امل أن اليونيفيل، شكلت طوال وجودها في الجنوب الشاهد الدولي والعملي الحي على تمادي العدوانية الإسرائيلية، وأن الاحتلال يسعى إلى حياكة مؤامرة ضد هذه القوات انتقاما منها ومن لبنان. ودعت الى الوقوف جميعا والحرص الدائم على احتضان هذا الشاهد الدولي، الذي بات خلال مسيرته في لبنان جزءا لا يتجزأ من نسيج الجنوبيين.
هو بيان ظل على ورق حيث إن الاعتداءات على اليونفيل تتم في معاقل امل من قرى بدياس الى دير قانون وصولا الى المنصوري في قضاء صور, اما حزب الله فقد التزم الصمت على مثل هذه الحوادث المتكررة, فهل هناك حزب ثالث في الجنوب؟
لا مسؤولية ثالثة خارج الثنائي الذي لم يكتف بعدم ضبط بدعة “الاهالي” بل اشترك في المؤامرة التي قال إنها تحاك ضد قوات حفظ السلام وظهر متفرجا من اعتداء الى اعتداء مكلفا الأهالي بالمزيد من ضرب الكفوف مع رشق افراد القوات الدولية بالعبارات المسيئة المترجمة اثناء عمليات الطرد بالانكليزية.
والمؤامرة ان اسرائيل واميركا اللتين تسعيان الى عدم التجديد لقوات اليونفيل قد انضم اليهما اليوم الحزب والحركة عبر دفع قوات السلام الى طلب المغادرة طوعيا ومن دون فيتو اميركي والاعتداء مع الاذى البالغ امتد الى العمامات مع التعرض بالضرب للشيخ ياسر عودة ابن مدارس السيد العلامة محمد حسين فضل الله.
وبينما كانت عائلة الشيخ عودة على ركام منزلها المدمر في الضاحية.. كمن مختار الباشورة كامل شحرور للشيخ وأبرحه ضربا اثناء خروجه من عمله في مكاتب السيد فضل الله حيث سقطت عمامته ارضا وتعرض للاهانة على يد مختار يفترض انه يمثل الضابطة العدلية.
واشار المحامي حسن بزي بوكالته عن الشيخ عودة إلى أنه سيتقدم بدعوى ضد المختار لدى النيابة العامة التمييزية بعدما أطلع وزارة الداخلية على الحادثة والى ان ترفع البصمات عن مختار الباشورة وانتمائه السياسي فإن وزارة الداخلية مطالبة بنزع ختم المخترة عنه ومحاسبته الفورية لكون افعاله كانت جرما مشهودا.
وصمات العار هذه على لبنان كانت تصرف تحت انظار مؤتمر دولي يتوسل فيه هذا البلد كل عربي واجنبي لتحصيل كلفة اعادة اعماره كما ان اليونيفل نفسها كانت في هذا النهار تبرم اتفاق شراكة مع وزارة الدفاع اللبنانية لمنحها هبة مخصصة لتأمين حاجات المؤسسة العسكرية في مجالي المحروقات والتغذية.
وفي السرايا الحكومية أعد الرئيس نواف سلام خريطة عمل تقودها الحكومة بهدف الحصول على تمويل لاعادة تأهيل الخدمات الاساسية والبنية التحتية التي تضررت جراء الحرب الاخيرة، وأوضح سلام حاجة لبنان الملحة للدعم الدولي، بخاصة وأن الدمار هائل.
وأعلن رئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد قباني أن عملية إعادة الإعمار ستبدأ نهاية هذا العام والدفعة الأولى لهذا المؤتمر كانت بتقديم فرنسا منحة بقيمة خمسة وسبعين مليون دولار لإعادة الإعمار بالتزامن مع وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت حيث جال على المسؤولين اللبنانيين على أن يجتمع هذا المساء برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العائد من الأردن.
