بضعة تصريحات ولقاءات واتصالات موزعة بين تل أبيب وطهران وواشنطن على وجه الخصوص رصدت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة يضعها المراقبون تحت المجهر للخروج برسم تشبيهي للمشهد الإقليمي الواقع لبنان في صلبه مؤثرا ومتأثرا.
أبرز تلك الإتصالات كان ذاك الذي جرى بين الرئيس الأميركي ورئيس وزراء العدو على إيقاع قرقعة التهديدات الإسرائيلية بضرب الجمهورية الإسلامية.
الإتصال الذي تناول خصوصا الملف الإيراني أعلن بعده دونالد ترامب انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات مع طهران هذا الأسبوع” إزا مش الخميس.. الجمعة.. أو الأحد”.
لبنان كان حاضرا في الإتصال ولا سيما ما يتصل بخاصرته الجنوبية المتاخمة للعدوانية الإسرائيلية التي تركت بصماتها في منطقة شبعا خلال الصباح الباكر عندما سقط مواطن ونجله شهيدين وجرح النجل الثاني في غارة لمسيرة معادية عليهم خلال رعيهم الماشية.
وعلى الضفاف الجنوبية يتصاعد التهويل حول مصير اليونيفيل وهو تهويل منشؤه الرئيسي إسرائيلي وفحواه أن ثمة اتفاقا مع الولايات المتحدة على إنهاء مهمة القوات الدولية.
لكن الرد جاء من الولايات المتحدة نفسها حيث نفى ناطق باسم وزارة خارجيتها صحة تلك التقارير قائلا: إن هناك محادثات جارية بشأن التجديد لليونيفيل. كما وصف دبلوماسيون غربيون تلك التقارير بأنها مجرد تهويل.
موضوع التمديد لليونيفيل حضر في اللقاء الذي عقده الرئيس نبيه بري اليوم مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إذ حرص على الجهد الفرنسي لمؤازرة لبنان بالتصدي للمؤامرة التي تحاك ضد قوات اليونيفيل للنيل منها ومن لبنان وجنوبه.
وشدد الرئيس بري على وجوب المباشرة بورشة إعادة إعمار ما تسبب به العدوان الإسرائيلي وأكد أمام الضيف الفرنسي التزام المجلس النيابي بإنجاز كل التشريعات الإصلاحية المطلوبة.
وانطلاقا من مسيرتها الوطنية جددت حركة أمل تأكيدها على شرعية وجود المقاومة كقوة دفاعية في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي وأهمية التمسك بقرار مجلس الأمن 1701 مشددة على دور اليونيفيل في مراقبة وقف الأعمال العدائية بالتنسيق والتكامل مع الجيش اللبناني.
وإذا كان لودريان قد استهل نشاطه فور وصوله إلى بيروت بلقاء رئيس مجلس النواب فإنه سينهيه مساء باجتماع مع رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي كان قد بدأ صباحا زيارة للأردن.
على مقربة من الأردن في فلسطين وتحديدا في غزة المذبحة الإسرائيلية تتوالى فصولا لكن الغزيين الغارقين في دمائهم لم يجدوا من يشعر بمأساتهم إلا (مادلين) السفينة التي أبحرت بناشطيها من سواحل أوروبا لكسر الحصار عن قطاع معزول بالحديد والنار والتجويع.
مادلين سعرت الغضب العالمي على كيان الإحتلال الذي لم يجد من سبيل أمامه سوى قرصنة السفينة واعتقال نشطائها. لكن هذا التمادي لم يحل دون تكرار التجربة إذ اطلقت قافلة برية من تونس بمئات المشاركين من المنطقة المغاربية باتجاه غزة من أجل كسر الحصار.
