رسائل ايرانية ايجابية اطلقها من بيروت الوزير محمد ظريف بكل اتجاه اقليمي على قاعدة وجوب التعاون المشترك ضد الارهاب، ظريف الديبلوماسي الماهر سياسي واقعي انطلق من ارضية صالحة أوجدها الاتفاق الايراني مع الغرب لمد يد التعاون مع العواصم العربية ومن هنا كانت رسائل ايران الى جميع الجيران واستعداد لعمل موحد ضد التطرف والطائفة والارهاب.
في الرسائل الايرانية من بيروت حرص على الحكومة اللبنانية نابع من الحرص على الاستقرار في لبنان وفي الرسائل تأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومنها لبنان لكن ايران مستعدة للمساعدة والمؤازرة لمواجهة التحديات المشتركة التي يتصدرها هم الارهاب، هم محاربة الارهاب.
بدت في زيارة ظريف العناوين الاستراتيجية هي الأساس، الهموم أكبر من تفاصيل داخلية لا تتعدى حدود لبنان فأظهر رأس الديبلوماسية الايرانية اطمأنانه الى الاوضاع هنا طالما الحوار قائم ومن هنا جاءت الاشارة اليه كعنوان تحتاجه المنطقة فأشاد ظريف بالحكمة والحنكة والدور البارز والمهم للرئيس نبيه بري.
وهنا تمنى وزير الخارجية الايرانية الاستفادة من دور رئيس المجلس النيابي اللبناني لتعميم الهدوء والامن والاستقرار على مساحة المنطقة خصوصا ان سياسة الحوار بات ضرورة اقليمية وسبيلا وحيدا للخروج من أزمات المنطقة.
ظريف انتقل من بيروت الى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد لتكريس الالتزام الايراني بالثوابت السورية وقال “ان الاوان آن للاعبين والجيران ان يهتموا بالحقائق ويرضخوا للمطالب السورية”.
في وقت كان الميدان يسجل اشارة لافتة من خلال هدنة بين الزبداني والفوعى وكفريا جرى تمديدها حتى نهار السبت، الـnbn علمت ان المفاوضات التي تتولاها الجهات السورية مع المجموعة التي يطلق عليها اسم أحرار الشام تشمل اخراج الجرحى فيما لم ينضج بعد طرح اخراج المسلحين ولذلك حصل تمديد الهدنة لأيام اضافية.
مسلحو زهران علوش اعترضوا على الهدنة بقصف دمشق اليوم بعدد من القذائف طالت احياءا سكنية وادت لوقوع شهداء وجرحى فهل هي رسالة للاطراف التي شاركت في صياغة الهدنة وهل الصراعات بين المجموعات المسلحة على الارض بدأت تتظهر على امتداد المناطق الساخنة؟ يبدو الامر كذلك فهل تتكرر وتتوسع الهدنة لتطال مناطق أخرى؟
من العناوين الاستراتيجية التي فرضتها زيارة ظريف في الساعات الماضية الى التفاصيل الداخلية ينتقل المشهد اللبناني بفعل التحرك الاعتراضي الذي ينفذه التيار الوطني الحر في الشارع الان، لم يرصد اي انتقاد ضد التحرك لا بل ان الرئيس سعد الحريري سحب سريعا اي عنوان للاشتباك السياسي مع العماد عون لكن ناشطي التيار البرتقالي رفعوا لافتات زرقاء كتب عليها “الدولة الاسلامية امارة لبنان” في الاشارة الى تيار المستقبل لافتعال أزمة شارع لا يريدها كما بدا التيار الازرق فهل يبقى الجو مضبوطا؟ يبدو ان قرار التهدأة أقوى فماذا عن جلسة مجلس الوزراء غدا هل ستمر كمثيلاتها السابقة؟
