سجل أنا علي عمري ثمانية عشر شهرا رقم سجلي سبعة وستون نكبة ودهر من المجازر سجل أنا علي لم أبلغ سن رشد الحجر كي ألقي عدوي بي لم أدخل المدرسة الابتدائية لأصير فدائيا وأطرد المحتل من هوائنا من أرضنا وملحنا لكنهم أحرقوني وأنا نائم ولما أزل طفلا رضيعا لن أخاف وأنا أحبو وحيدا في وادي الموت فمحمد أبو خضير سبقني إليه أحرقوه حيا وسيأخذ بما تبقى من يدي بالأمس أحرقوا محمدا في القدس واليوم أحرقوا عليا في الضفة في أفظع جريمة جديدة يفتعلها المستوطنون الدواعش بحق عائلة الدوابشة التي لن يبقي الحرق منها مخبرا إذ يقبع الوالد والوالدة والشقيق في عناية فائقة بعد إصاباتهم بحروق من الدرجة الثالثة وعلى درجة من العهر لم يسبق لها مثيل طالعنا بنيامين نتنياهو قائلا أشعر بالصدمة من هذا العمل البشع وهو عمل إرهابي بالعفة يحاضر نتنياهو وهو الذي دمر غزة في الجرف الصامد وقتل وجرح أكثر من ثلاثة آلاف وثلاث مئة طفل ويبني المئات تلو المئات من المستوطنات لعصابات عاثت حرقا في المساجد والكنائس وفي البيوت وفي أصحاب البيوت ولم يصادف أن حوكم مجرم واحد على ما فعل في حين يرمى طفل فلسطيني رشق دبابة بحجر عشرات السنين في غياهب الاعتقال.
وإلى غياهب التغييب تغييب شخصية بحجم وطن وعشية الذكرى السابعة والثلاثين انتظرنا بشارة الإفراج عن ملف التحقيق الليبي في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه فإذا برئيس حركة أمل نبيه بري يزف خبر تحقيق إنجاز مهم في القضية تمثل في إقرار القضاء الإيطالي الشهر الفائت بأن جريمة حرمان الحرية جرت على الأراضي الليبية.. فأين المهم في هذا الإنجاز؟ وانعاشا للذاكرة السياسية صدر القول بعد سقوط نظام القذافي من أعلى مرجعية ليبية إذ قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي قبل ثلاث سنوات إن أشخاصا انتحلوا صفة الإمام ورفيقيه وسافروا إلى إيطاليا وهم معروفون وهذا ثابت في ملف التحقيقات وإن اللبنانيين تواصلوا معنا في هذا الشأن والأمر بين أيديهم. أقر الليبي واعترف عام ألفين واثني عشر بأن الإمام ما غادر أراضيه فلم الاستناد إلى قرار إيطالي من شهر صدر من حق لبنان أن يعرف مصير قامة بحجمه ومن حق عائلة الإمام واللبنانيين – ونحن منهم – أن يخرج هذا الملف من يد الشخص إلى أيدي الوطن بأسره بعدما أصبح في عهدة الدولة اللبنانية لكي لا تستخدم هذه القضية شماعة لأهداف شخصية قد تكون بدأت بوزير ليبي منع من الاستثمار في لبنان ولا نعرف أين ستنتهي لغايات في نفس نبيه.
