حل نفايات الليل يمحوه النهار.. والحكومة البيئية المصغرة اعتقدت أنها خدرت الناس بإبتداع حلول عبر التهريب لكن عيونا لاحقتها واكتشفت أن كل ما جرى تخريجه ليلا ما هو إلا خدعة وزارية لم تدم حتى طلوع الفجر. ومنعا لتطويقها فإن الحكومة تجنبت الاجتماع اليوم وأرجأت جلستها إلى الخميس لكن الاعتصام أمام السرايا ظل قائما وشهدت الباحة المحيطة تجمعا نظمته قوات “طلعت ريحتكن” الفاعلة على الأرض تحركا وملاحقة وتصويرا لكن أركان هذه المجموعة تفرقوا تحت شمس اعتصام واحد وشقت فرق منها طريقها إلى الحمرا فيما حافظت الأخرى على وجودها في وسط بيروت والتجمعات المدنية الغاضبة ارتزقت بموكب وزاري في سبيرز فكانت غلتها وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس حيث رمت سيارته بأكوام نفايات قال درباس إنها أنظف من رماتها وسارع إلى الادعاء على الفاعلين وبينهم طارق ملاح الذي جرى توقيفه.
نهار الاحتجاجات استكمل دربه طلوعا نحو ضهر البيدر مع تحرك أهالي عين دارة الذين تجمعوا وقطعوا الطريق الدولية عند مفرق حمانا غضبا من القرار الذي سينقل النفايات إلى ديارهم معركة عين دارة لم تنته هنا فالأهالي يرفضون المساومة على أرضهم وبيئتهم من قبل المرجعيات السياسية صاحبة القرار في الجبل وبينها النائب وليد جنبلاط الذي تندرت صحف اليوم على حلمه الشهير.. وتحقق طموحه بحيث أصبح زبالا في بيروت قبل نيويورك.
دور زعيم التقدمي في هذا الملف أصاب اللبنانين بالدوار بفعل تنقله من مطمر الناعمة الى سبلين فعين دارة.. لكن كل طروح المطامر سقطت أمام إرادة الأهالي الذين يرفضون بيعهم ليحيا زعماؤهم ويسترزقون من جبال نفايات.. ثم يولفون حلولا بالتهريب.. ويحوكون خطة دبرت في ليل.. ويوعزون للشاحنات بالتسلل إلى منطقة المسلخ الكرنتينا وسن الفيل ونهر بيروت والجبال القريبة من بيروت ونشر النفايات عشوائيا وكيفما اتفق سياسيا على قاعدة المشاركة والمساواة التي نادت بها كتلة المستقبل اليوم.
وعليه فإن أزمة النفايات دخلت العيش المشترك والميثاق الوطني واتفاقية الطائف لتوزيعها مناصفة بين الطوائف والمذاهب والمكونات.

