Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاثنين في 08/03/2021

هو إثنين من رماد ونار.. مشى فيها لبنان على الدولاب من أقصاه الشعبي إلى أدناه السياسي واستحكم الغضب فارضا طوقا من الكاوتشوك الأسود على بلاد لا بياض على دروبها فاتحة أسبوع تقرأ عليه الفاتحة.. وآبانا والسلام وبالمناصفة وفقا للدستور لا شيء متحركا سوى الشارع الذي يغلي على نيران اقتصادية معيشية ويدفع باتجاه الإغلاق على السياسيين قبل المواطنين هو اليوم المفتوح.. الذي يبدو أن لا آخر له.. لاسيما مع استمرار الحكم على مواقفه.. وكل يتمسك بحبال هوائه والأيام العصيبة لم تستدع من السلطة إعلان الحلول الفورية، بل لجأت الى اجتماع أمني مالي اقتصادي دعي إليه أركان الحكم..

وحض فيه رئيس الجمهورية ميشال عون الأجهزة الأمنية على الكشف عن الخطط الموضوعة للإساءة إلى البلاد بعدما توافرت معلومات عن وجود جهات ومنصات خارجية تعمل لضرب النقد ومكانة الدولة المالية ولاقاه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في مستوى رفع الخطر.. معتبرا أن المنصات التي تتلاعب بسعر صرف الدولار “سياسية وليست مالية، ليس هدفها الحقيقي تحديد سعر الصرف في السوق السوداء، إنما تهدف الى خراب لبنان عبر التأثير في الواقع الاجتماعي والمعيشي لتحريض الناس ودفعهم إلى الخروج الى الشارع” وفي معلومات الجديد أن حجم الأخطار رفع أثقالها المستشار الرئاسي سليم جريصاتي إلى اجتماع الأركان في بعبدا وأبلغكم أن هناك مساعي للانقلاب على العهد وفي رأي المجتهد الرئاسي أن المنصات التي تدار من الخارج هي المتسببة بهذه الفوضى والغليان والمؤامرة..

فبدأت الحرب الضروس لإقفال المنصات المهددة للعروش لكن المجتمعين وعلى اختلاف مستوياتهم ومناصبهم وتحديدا المؤسسين للتعطيل منهم، لم يتداركوا أنهم هم أنفسهم منصات تستدعي الإقفال.. وأنهم لم يدركوا حتى اليوم حجم النار التي تلتهم المواطنين واعتقدوا أن الحل سيكون عبر تدفقهم الى اجتماع حاشد عالي المستوى واتخاذ قرارات اقل ما فيها أنها “بهلوانية” تلعب في المهوار تارة يعالجون الأزمات باستدعاء مجلس الدفاع الأعلى.. وطورا في الاجتماع المالي الأمني الاقتصادي ذي القرنين لكن أين الحكومة؟ أين التأليف؟ أين أنتم من بلاد تموت عالسريع ولم يعد الموت بطيئا فالبلاد يحكمها فوضويون.. ويعارض فيها شعبيون.. وبعضهم يرى في حرب الشوارع ملاذا ليتسلل ويقيم الفدراليات الأسمنتية ويرفع الشعارات الحزبية ويبرق برسائل سياسية لا الحكم بخير.. ولا المعارضة بخير، لاسيما تلك التي تنفض يدها من الحلول وترسم على إشارة سعودية كحال القوات اللبنانية وبذلك يصبح التوازن قائما بين حزب الله الذي ينتظر قرارا باليستيا من إيران..

والقوات التي تعول على دور تكلفها إياه المملكة وتبعا لما سرب عن وليد جنبلاط اليوم ورأيه بسمير جعجع قال: “هيدا اللي قاعد ع التلة مرتاح ع وضعه.. علاقته ممتازة بالسعودية وما بعرف على شو مراهنين عليه” وعلى اغلاق تام.. وطرقات متقطعة من المنتظر أن يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت، لكن بعد لقاء سيجمعه غدا في دولة الإمارات بوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وبعودته إلى بيروت فإنه سيزور قصر بعبدا تقليدا.. لكن من دون تغيير في الحسبة الحكومية، بما يعني أن الأزمة مستمرة.. وأن رقما جديدا سيضاف إلى لقاءات القصر غير المنتجة.. إلا إذا فاجأه الرئيس ميشال عون بقرار الموافقة على التشكيلة من دون معايير ومكونات إضافية.

وفي نفحات قداسة نحو هذا البلد المتعب، غادر البابا فرنسيس أرض العراق.. وقلبه على لبنان، قائلا إنه سيكون وجهته التالية.. وأضاف: “لبنان هو رسالة.. لبنان يتألم.. لبنان يمثل أكثر من توازن.. لبنان فيه بعض الضعف الناتج عن التنوع، بعض هذا التنوع الذي لم يتصالح، لكن لديه قوة الشعب المتصالح، كقوة الأرز”.