نهار خال من البنزين… عالي الرصاص الذي خزنه قهر كل مواطن على الأراضي اللبنانية عانى ما عاناه اليوم محطات مقفلة لكنها محاطة بقوافل من السيارات التي باتت لياليها ساهرة انتظارا لطلوع فجر المحروقات .. حضر الذل ولم تحضر الخراطيم…
أقفلت طرق وحوصر الناس وعمل التحكم المروري بدوام إضافي .. إلى أن انتهى النهار على خبر يفتح باب طاقة.
إذ وافقت الوزارة على تسليم المحروقات للشركات المستوردة للنفط وفق سعر ثمانية الاف ليرة وذلك بعد إتمام عمليات التكييل من الدولة ويعقد في السرايا الحكومية اجتماع غدا لتسيير شؤون التسليم أمنيا. ولكن هذا الحل المرحلي لن يغرق السوق بالنفط وهو مكيل على شهر أيلول فقط إلى أن يرفع الدعم نهائيا ونصبح أمام المنازلة الكبرى في قضية الفيول أما “تطيير الفيول السياسي” فإن فراغ المحطات النفطية عبأته في الساعات الماضية خزانات بعبدا بسيل من الإيجابيات غير المستندة الى جدول أسعار تطبيقية.
وكما انتظر المواطنون في سياراتهم امام المحطات الفارغة من مكيولها فقد أمضى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يومه قرب الهاتف الذي انقطعت حرارته من صوب القصر وعلى هذا الواقع المذل حكوميا كانت المعلومات المصدرة للنفط الحكومي تنبعث عبر وسائط ومراجع ومصادر ومحللين لتنشر أخبارا عن قرب التأليف وهي المعلومات التي كررها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم أمام وفد مؤسسة كريتاس املا أن تحمل الأيام المقبلة تطورات إيجابية على صعيد تأليف الحكومة لإطلاق ورشة التعافي غير أن الرئيس عون ليس كريتاس وزاريا وهو لا يزال يحصل المكاسب ويبدل في الأسماء والحقائب بما يتيح له ضمان الثلث، مرددا أنه سيعطي أولئك الذين يديون بالولاء للوطن الأولوية في اختيار الوزراء وهي بدعة إضافية تنضم الى المعايير والمواثيق والخانات والحقوق، على اعتبار أن من لا يختارهم العهد سيدينون بالولاء لحركات التمرد في دارفور وما زال رئيس البلاد يقطف اللحظات الاخيرة ما قبل الاعتذار إذا وقع مراهنا على استنفاد كل أنواع الأسلحة.
فبعدما دعاه مجلس النواب في جلسته الأخيرة إلى الإسراع في تأليف الحكومة رد عون على المطرقة النيابية باجتماع مقرر في بعبدا وقرر الصرف في السوق النفطية في حل مرقع يصلح لشهر واحد واليوم أبرز رئيس الجمهورية بطاقة التفاؤل الحكومية التي ترفع عنه مسؤولية التعطيل …
فيما على سفينة نجيب ميقاتي كانت الأنواء تميل بالباخرة الحكومية إلى الغرق وقد شاعت معلومات عن ضيق المسافات وقرب العد التنازلي إلى السنتمرات بعدما كانت لأمتار قليلة وتؤكد مصادر الجديد أن الرئيس المكلف إذا ما زار بعبدا هذه المرة فسوف تكون حاسمة ويضع فيها تشكيلته النهائية وإن تم رفضها لاسيما أنه سيبلغ يوم الخميس أسبوعه الرابع على التكليف.