Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس 13/12/2018

من ضباب لندن ومطر بيروت تبلل التأليف ولم يتشكل . كلام كثير بأفعال قليلة. طروح لم تتبلور. وعود بدرسها في بحر الأسبوع. وأمنيات بميلاد حكومي في الأعياد أو بعد رأس السنة على أبعد تأليف رئيس يطلب التنازل. ورئيس تضربه الحمى السياسية حالما يسمع بالنواب السنة من خارج ثوبه. ووزير يحمل المبادرات بين العواصم ويبقيها في جيبه للتفاوض. فعلام الرقص السياسي عند حافة الهاوية، وعلى ماذا نتفاوض، ومن يشاور من، كل يضع لنا نقطة على آخر السطر.

لكنهم يوقعون البلاد “بالنقطة” ويأسرون حكومتها لقاء وزير واحد ووفقا لآخر دفعة من التصريحات والمعلومات فإن الرئيس المكلف سعد الحريري اكتشف نفسه في بريطانيا وحدد مواصفاته بأنه رجل صبور ومستعد لانتظار الحل من أجل تأليف الحكومة ومتأكد أننا سنصل الى تشكيل حكومة قريبا وقد وصلنا إلى “المئة متر” الأخيرة لكن السباق يقطع الأنفاس. وإذا كان الحريري صبورا فإن أولاد البلد ليسوا كذلك. هو مستعد للانتظار بيد أن الكارثة التي تحدث عنها رئيس الجمهورية لا تنتظر. لاسيما أن الأسباب لا تتعدى النكد السياسي والوسواس القهري تجاه نواب خارجين على “المستقبل” وهم من محصول انتخابات شرعية فرضت وجودهم ولم تعط الرئيس سعد الحريري الشرعية المطلقة في التمثيل والاعتراف بالعدد فضيلة. إذ إن الأرقام الانتخابية على اختلاف قراءاتها لا تعطي الحريري أكثر من ربع التمثيل وبتحليل يسير للأرقام نستخلص أن عدد المقترعين السنة في لبنان هم مليون ومئة ألف منتخب. عدد الذين اقترعوا نصف مليون وقد نال تيار المستقبل منهم نحو مئة وسبعين ألفا لإيصال سبعة عشر نائبا وبتقريش أبسط للرقْم فإن المستقبل نال ثلاثة وثلاثين في المئة من الذين شاركوا في الانتخابات على الصندوق.

هؤلاء نزلوا وأدلوا بأصواتهم لكن المستقبل لا يشكل سوى خمسة عشر في المئة من نسبة كل السنة. أي من الذين انتخبوا أو بقوا في بيوتهم والذين يبلغون مليونا ومئة ألف منتخب وعلى هذه النسبة فإن النسب إلى الأبوة مشكوك فيه. والحريري لن يكون “بي السنة” إنما بالكاد هو أبن عم غير شقيق. ويكفي حصرية واحتكار واختزال للطائفة الكريمة وكذلك اعترف الحريري اليوم بشرعية حزب الله. فالسنة “أولى بالمعروف” حيث لن تأخذ المسألة منه أكثر من إقرار بالواقع. والتي يقابلها تنازل على ضفة رئيس الجمهورية ميشال عون. صاحب مبادرة الحل اليوم هذه المبادرة ولكي تنبض فيها الروح. فإنها تستلزم تخلي الرئاسة عن وزير دولة. حيث وزير بالناقص أو وزير بالزائد لن يعطل الحلول على ما كان يؤكد رئيس الجمهورية نفسه وفي المعطيات فإن الحل قد يأتي على شكل “ابن وزير”. فيتمثل الوزراء السنة بنجل النائب الوزير السابق عبد الرحيم مراد. لكن هذا المخرج يستلزم أيضا تفهما من أعضاء اللقاء التشاوري.