Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم الأحد في 27/02/2022

هو التفاوض المخصب الواقع على سطح أرض نووية، فمع الاستجابة الأوكرانية لإجراء محادثات مشتركة في أراض بيلاروسية غير محايدة، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرفع الزر النووي إشارة تهديد إلى كل أوروبا، موجها قيادته العسكرية بوضع قوات الردع المحرم في حالة التأهب القصوى. في يمين بوتين مفتاح الموت السريع، وفي يساره انفتاح على حل يكسر فيه الدولة التي تمردت على إمبراطوريته وقاتلت في يومها الرابع.

وباحتدام المعارك في مدن أوكرانية، شرع الأطلسي بتوريد العتاد العسكري إلى الدولة البرتقالية، فيما استخدم الإتحاد الأوروبي سلاح الفضاء مغلقا مجاله الجوي كاملا أمام الطيران الروسي، وهذه الاجراءات ضد روسيا، يقابلها أخطر سلاح مالي يتمثل في قطع الرأس الروسي عبر نظام سويفت، لكن القرار لم ينل اجماعا اوروبيا بعد، لكون اللجوء إليه سيقطع بالتالي جهاز الأوكسجين عن القارة الاوروبية، والمتمثل في خطوط الغاز الروسية.

بهذه المعادلة أصبحت اوكرانيا في حال تفاوض بالنيران، يحيط بها وبأوروبا سبعمئة رأس نووي روسي وترسانة عسكرية تقتحم المدن، لكنها في المقابل تجري محادثات بقوة دفع اوروبية اميركية، وهي بدأت مرحلة استقدام المتطوعين او المرتزقة، فهل تنجح مفاوضات روسيا البيضاء ام يستدرج بوتين الى حرب شوارع؟ هل يثق فلادمير زيلسنكي ثانية بقادة العالم الذين يحاربون بسيوف الجيوش المستقدمة؟ ام تصبح بلاده الاوكرانية رمزا لمقاومة الزحف الروسي وبأيد محلية؟ لا يعرف حتى الان من سيقوم بعملية إلغاء، فهل يجري النظام العالمي ضربة “سويفت” للإمبراطورية الروسية، أم يفعلها فلاديمير بوتين ويقوم بسويفت نووية؟ كل هذه التساؤلات يحسمها الميدان العسكري اولا، الذي يعكس واقعه على مفاوضات بيلاروسيا ثانيا.

وشظايا أوكرانيا تصيب لبنان دبلوماسيا، حيث عقدت السفارة الروسية مؤتمرا صحافيا اليوم، لكنه نحا صوب “العتب ع قد المحبة”. وقد وجه رسالة العتب هذه السفير الروسي ألكسندر روداكوف، مؤكدا أن بيان الخارجية اللبنانية لا يراعي العلاقات الودية بين البلدين، لكن مع ذلك فإنه لن يؤثر على علاقات بيروت وموسكو. “كبرت” روسيا عقلها حتى لا ترد على الهذيان الدبلوماسي اللبناني الذي لزم الى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بوكالة حصرية، علما ان الصياغة عرضها على رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين فرا من ساحة المعركة وهما على يقين أن وزارة الخارجية اللبنانية أصبح جسمها “لبيس”، من شربل وهبة الى جورج قرداحي فعبدالله بوحبيب زيلنسكي.

وانعكاسات الحرب الروسية الاوكرانية لم تأت مفاعيلها دبلوماسيا فقط، إذ يبدو أن القاضية غادة بوتين عون تأثرت بحروب القياصرة واقتحام المدن، وقررت على وهج المعركة العالمية أن تضرب محليا. وهي استدعت صباح غد رؤساء مجالس المصارف للاستماع إلى افاداتهم على أن يمثل آخرون يومي الثلاثاء والخميس، وذلك في الشكوى المقدمة ضدهم من الدائرة القانونية لمجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام”. وعلم أن القاضية عون تعتزم في نهاية جلسات الاستماع إصدار قرارات تشبه تلك التي يتخذها حلف الأطلسي اليوم لناحية إغلاق الأجواء امام حركة الطيران المصرفية.