Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 21/5/2022

تركت البلاد في عهدة تصريف الأعمال وجدري القرود، من دون تمييز بين الحالتين. واعتبارا من الغد، تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي، لندخل في عصر نبيه بري السابع، الذي سيصرف مهلة الخمسة عشر يوما لانعقاد المجلس المنتخب، قبل أن يدعو في اليومين الأخيرين إلى جلسة عامة لانتخابه رئيسا.

واليوم أنهت كتلة التحرير والتنمية الجدل القائم حول ترشيحات مغايرة، وسمت بري للمنصب بعد أن ربح بالتزكية ومن دون منافسين، إذ قال النائب المنتخب قبلان قبلان للجديد: إذا بري ليس مرشحا فنحن لسنا نوابا.

لكن هذا الانتخاب سيخضع لتسويات من شأنها أن ترفع الحاصل النيابي وتدعمه بأصوات الاشتراكي، بحيث يصبح وليد جنبلاط بيضة قبان رافعة لنبيه بري. ولما كانت مهلة الانتخاب تنتهي بعد خمسة عشر يوما، فإن رئيس المجلس سيوقتها في ربع الساعة الأخير. وتقول مصادر الجديد إن مرحلة تصريف الأعمال ستمتد إلى أجل غير مسمى، ما يضطر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى عقد جلسات الضرورة للتصريف العاجل.

على أن تصريف العجلة لن يشمل أهم القطاعات الحيوية المتعلقة بالكهرباء الذي انطفأت أنواره في الجلسة الأخيرة، على خلاف بين الرئيس ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض. وأنهت الحكومة ثمانية أشهر من الولاية على جدل أزلي، يتعلق بقطاع الطاقة بعدما رفض فياض إدراج بندي تشغيل معملي دير عمار والزهراني، وذلك بذريعة انتظار التوقيت وتوافر الشروط المالية والتعاقدية الضرورية لكونه عقدا بالتراضي، وأسباب الرفض التي تذرع بها فياض تنفيها مصادر حكومية، مؤكدة أن الوزير سار على خطى التيار الوطني الذي يسعى لإدراج سلعاتا ميثاقية مسيحية وبندا بين معملين. وبرفض فياض، فإن وزير الطاقة أظهر في آخر أيامه ميولا بارزة الى رغبات التيار، فعطل الحل الكهربائي، وسحب البريز، ومشى، وهذه المرة “ما خلاهن“.

لكن اللبنانيين هم من اقتيدوا الى العتمة الدائمة، وربما سيكفيها “نور التيار” الذي سطع اليوم من مهرجان ترسيم الحدود الرئاسية والحكومية والوزارية لجبران باسيل. فقد حدد باسيل مواصفاته لرئيس الحكومة الجديد ولرئاسة الجمهورية، وقطع ورقة “نعوة” للبعض في المراكز الإدارية والوزارية، معلنا أن التغيير مطلوب. ولم يعرف ما إذا كان رئيس التيار يمهد لبدء التغيير من عرين تياره أولا. والتمس باسيل بحسه الوطني أن لا حكومة قريبة، واضعا الرسم التشهبيي على الرئيس الجديد للحكومة قائلا: نريده مرضيا عنه من طائفته لا من الخارج. وفي رئاسة المجلس أدلى بدلوه، ورأى أن المقايضة برئاسة المجلس النيابي وبنيابة المجلس هي استرخاص لنا. وعن نتائج الانتخابات وتحالفاتها نصب باسيل كتلته في الموقع الأكبر، متوقعا النمو النيابي لاحقا، واعدا بالطعون لأن موضوع شراء الأصوات لن يمر مرور الكرام.

وبين نمو نيابي وهلع من نمو جدري القرود يفتتح لبنان عهدا جديدا من مرحلة مفتوحة على كل انهيار.