إنه زمن دبلوماسية اللعب على الكلام. أخفق الصاروخ “باراك” فتولت سرايا المقاومة بجناحيها نجيب ميقاتي وعبد الله بو حبيب إطلاق بيان محمل بإحداثيات قائد فيلق التفاوض الياس بو صعب .
فشل سلاح الجو الإسرائيلي في إسقاط المسيرات الثلاث فوق كاريش بحسب تأكيدات عسكرية اسرائيلية لتتولى الدولة اللبنانية الرد بنيران صديقة أطلقت من منصة الاجتماع الثنائي في السرايا الحكومي فتبرأ لبنان الرسمي من العملية الاستطلاعية واعتبرها خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره ورأى البيان الرسمي أن هذا العمل غير مقبول ويعرض لبنان لمخاطر هو في غنى عنها.
ومرة جديدة كان” ضرب البوحبيب زبيب” حيث سار وزير الخارجية على سلك دبلوماسي ..اذاع بيان رفض المسيرات ثم توازن في الردع واعترض على اختراق اسرائيل للسيادة اللبنانية يوميا وقال “أنا دبلوماسي وشغلتي نلعب ع الكلام ونمشيه” واضاف بوحبيب نحن نعمل لمصلحة لبنان بالطرق الدبلوماسية والسياسية وإذا ارتضوا الاميركيين أم لا فلكل حادث حديث . وعن موقف حزب الله من البيان أحال وزير الخارجية الجواب إلى الحزب نفسه فجددت مصادره للجديد وقوف الحزب وراء الدولة وبما ان الدولة طالبت بوقف التنقيب حتى الوصول إلى اتفاق كانت رسالة المسيرات ولما لم يأت الجواب الإسرائيلي على قدر التوقعات دخلت المقاومة على الخطوذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك فطلبت من الحكومة اتخاذ القرار والبدء بالتنقيب عند الخط 23 ولترفع المسؤولية عنها وتقول للأميركيين نحن لا نستطيع السيطرة على حزب الله وحلوا مشكلتكم معه.
قرأ حزب الله جيدا بين سطور البيان ورسم إحداثياته وقامت الدولة بواجبها المدرسي مطمئنة البال من ان لا الإسرائيلي ولا حزب الله يريدان الحرب وأن طرف أيلول بالاتفاق مبلول
وإذا كانت ثلاث مسيرات استدعت اجتماعا ثنائيا طارئا فإن آلاف الخروقات الإسرائيلية بحسب عدادات الجيش اللبناني برا وبحرا وجوا لم تستنفر كتيبة السرايا حيث تسرق ثروات لبنان النفطية على عين الدولة ولا تزال إسرائيل تحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى سهول الغجر وتجتاز خطوط الاستفزاز وتهدد المواطنين عند الحدود وتعتقل رعيانهم وقطعانهم وهي بالتالي لم تنفذ القرار الدولي 425 كاملاأما للخط الأزرق الموقت فله حكاية أخرى بلغت من العمر اثنين وعشرين عاما فصار خطا أحمر ممنوع الاقتراب منه. كل العرب جاؤوا إلى بيروت على رأس جامعتهم العربية استقبلتهم إسرائيل بضرب سوريا عبر الأجواء اللبنانية. لم يحرك لبنان بيانا يسطر فيه احتجاجه أو يعطيهم صورة تشبيهية لأراض لبنانية لا تزال محتلة ويكتب بخط الاعتراض العريض استباحة إسرائيل للبنان الشقيق لكن البلد المضياف بسلطته السياسية دفن رأسه في الرمال إلى أن رفعته المسيرات الثلاث. وجنوحا نحو المسيرات الحكومية فإن سفينة التشكيل اصيبت بصواريخ عابرة للتأليف.
