إلى أن يقضي “برلسكوني لبنان” أمر الأربعاء الذي كان مفعولا فإن “برلسكوني الطليان” الملقب بالفارس طوى عمرا مرت سنواته بين رئاسة الحكومة وصفقاتها وأسفر عمله السياسي عن أكثر من عشرين محاكمة قضائية من وزن احتيال ضريبي أدخله السجن قبل أن تفرض عليه عقوبة عدم الأهلية للمناصب العامة.
رحل سيلفيو برلسكوني بعد صراع مع سرطان السلطة وللمرة الأولى يجوز رمي التهمة والقول “كل الحق على الطليان” في ظل أوجه الشبه الكبير مع زعماء وسياسيي لبنان بفارق أن أيا منهم لم يطأ عتبة السجن لما اقترفوه من فساد. بالوجه الرئاسي ثبت عدم أهليتهم للمناصب العامة وعلى ميقات الساعات المتبقية لانعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب الرئيس انتعشت لغة الأرقام، والعدادات فعلت فعلها وجرى تنشيط العمليات الحسابية من ضرب إلى طرح فقسمة، ما عدا الجمع، فقد سقط من كل الحسابات.
وعشية الحلقة الثانية عشرة من مسلسل “الرئيس الممنوع” ظهر جهاد أزعور في البيان رقم واحد كمرشح الثلاثي المسيحي زائدا واحدا من الاشتراكي وبقيمة مضافة من بعض المستقلين والتغييريين لكنه أعلن أنه ليس مرشحا حزبيا طرح نفسه مصلحا لا متحديا وكرسالة غفران أراد أن يكون صادقا وأن يكون ترشيحه ملهما للأمل لا سببا للخوف ومساهمة في الحل لا عنصرا يضاف إلى عناصر الأزمة والاستعصاء, وقال: أنطلق بيد ممدودة ليشمل الحوار جميع المكونات والقوى السياسية الشريكة في الوطن وردا على ما سمي بالتقاطع حول اسمه قال أزعور إنه لا يريد لترشيحه أن يكون تقاطع الحد الأدنى بين مواقف القوى السياسية ومشاريعها بل أن يلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعا.
وبالحد الأدنى من الأصوات، تجري عمليات فرز النواب وضمهم وقد التحق بهم اليوم اللقاء النيابي المستقل وفي عداده نواب الإعتدال الوطني وعدد من المستقلين وعقدت اجتماعات لن تؤدي حتما إلى انقاذ الرئيس من فم الأربعاء إنما إلى مزيد من اصطفافات لن تنتج رئيسا صناعة وطنية ومن خلطة تجمع فيها كل الأطراف في هذه اللحظة المصيرية على البرنامج الرئاسي وليس على الترشيح بهدف التعطيل وهو ما لن يتم لا الأربعاء المقبل ولا في المدى المنظور فجلسة الانتخاب لن تتعدى كونها مناورة بالذخيرة الخلبية وكل طرف فيها يستنفر لكشف موازين الطرف الآخر وتموضعه. ونقاط قوته وضعفه فإذا ما اقترب الوزير السابق جهاد أزعور من حافة الستين يطير الثنائي الشيعي النصاب والعكس صحيح مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وعليه، فإن قلوب جميع الأطراف على التعطيل وسيوفهم على الانتخاب وفي حقيبة “الساحر” ما يكفي من الحيل والارانب.
في المقابل فإن الحراك الدبلوماسي الفرنسي استعاد عافيته وعلى المستجدات السياسية وتطورات الاوضاع العامة لا سيما إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية التقت السفيرة آن غريو رئيس مجلس النواب نبيه بري كما أبلغت وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب بموعد زيارة الموفد الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان في القريب العاجل لكن بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يوم الأربعاء المقبل. وفي موقف معجل مكرر نفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للجديد ما أشيع عن أن بري رفض استقبال نجله تيمور, وقال إن تيمور لم يطلب موعدا من الرئيس نبيه بري حتى يتم رفض إعطائه وأضاف قائلا: “وبعد الجلسة منشوف”. لم تنتظر مصادر بري لما بعد الجلسة فصحيح أن جنبلاط “كوع” عند مفرق عين التينة إلا أن الاختلاف في الموقف لم يفسد في الود قضية، وأن عين التينة تتلقى منذ الأمس رسائل تطمين من جنبلاط وأن فكرة عدم إعطاء موعد لتيمور “مش واردة”.
مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 12/6/2023