استقر المشهد اللبناني على نقيضين : ذئب منفرد خرج من حظيرة داعش واستقر في حي السلم ..و”الهضبة” عمرو دياب الذي فرض حظر تجوال في بيروت. اما راعيه فقد طوق الاعلام بحزام ناسف لأي صورة واستخرج قرار إبعاد الفنان المصري عن المنصات وأجبر الإعلاميين المكلفين تغطية الحفل على توقيع عريضة عدم التصوير تحت طائلة المسؤولية. “نور العين” حول قلب البلد إلى منطقة منزوعة الإعلام واعتبارا من هذا المساء تدافعت الجموع الى الواجهة البحرية لبيروت احياء لمراسم ثورة عمرو دياب التي تنقل اللبنانيين الى اللعب على وتر آخر قد يخفف عنهم دقات القلب السريعة سياسيا واقتصاديا.
ومن ليل يتمناه اللبنانيون ” تملي معاك “.. إلى ليلة القبض على إرهابي حي السلم قادما من منطقة التل في الشمال السوري. وسام مازن دلا تتلمذ في تنظيم الدولة على الإرهاب وتخرج من كلية تفجير المقامات المقدسة وآخرها مقام السيدة زينب في دمشق ووصل إلى لبنان عبر ممرات التهريب الآمنة واستقر في أكثر الأماكن البعيدة عن الشبهة متظللا بالبيئة الحاضنة وبقريب مقرب من سرايا المقاومة مستطلعا مستفسرا عن بعض المناطق الحيوية. تعددت الروايات الحزبية والأجهزة الأمنية حول المهمة التي كانت موكلة إلى الإرهابي كما تعددت الروايات حول طريقة مقتله انتحارا أم بمسيرة أم استهدافا مباشرا لحظة انكشاف أمره ومحاولة الهروب لكن الروايات أجمعت أنه بعد ترصد وترقب ومتابعة تحركاته كانت الضربة الاستباقية لأي عمل أمني محتمل اراد الإرهابي تنفيذه والضربة الاستباقية جنبت البلاد منزلقا لا يقل خطورة عما شهده مخيم عين الحلوة وكوع الكحالة وأثبتت أن الأمن بحده الأدنى ممسوك وسط حقل الغام مربوط بصاعق سياسي.
وعلى توقيته دخلت البلاد في حالة انتظار حتى وصول ناقلة الحل إلى البر الرئاسي مع عودة الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان بعد رحلة الاستكشاف وإخضاع مجموعة من النواب إلى امتحان في البكالوريا الفرنسية وصولا إلى بدء الحفر في العمق السياسي واستخراج الرئيس من منصة المجلس النيابي والعدة لذلك باتت جاهزة بتكافل لودريان- بري ومن خلفه حزب الله من خلال التبشير بالجلسات المتتالية وتأمين النصاب بلا انسحاب وعدم الافصاح عن اسم هذا المرشح أو ذاك إلى حين قيام الساعة الانتخابية بالاقتراع السري لتبدأ بعدها معزوفة “مين انتخب مين” وتختلط الأصوات على أوراق المقايضة واستحصال رئيس التيار الوطني الحر على صك براءة يحفظ ماء وجهه مسيحيا أما العبرة فتبقى في الموقف الذي سيتخذه حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع في أن لا يلدغ من جحر باسيل مرتين وأن يكرر خطيئة العهد البائد مع العهد الجديد ثم يعفي عن نفسه ب ” قوم بوس تيريز” وينسحب من المشهد الحكومي ويخلي الساحة المسيحية مرة ثانية لجبران . ورئيس التيار اللاعب على شراء الزمن الرئاسي طار اليوم الى المجر ليجري توأمة مع دولة البترون وهو اجرى لقاءات بوصفه رئيس دولة او بادنى تصنيف وزيرا للخارجية مجتمعا الى نظيره المجري بيتر سيارتو، وهذه الزيارة يتم احتسابها دفعة على حساب تصريف الاعمال التي يعارضها باسيل.. ويلقي عليها الحجر من جمهورية المجر.