لبنان تحت منخفضين: مناخيا يقع تحت تأثير كتل حارة تخطت معدلاتها الموسمية وترافقنا للأسبوع المقبل سياسيا… وبعد جولات عند خط الطول في بعبدا وخط العرض في السرايا استقر المبعوث الأميركي توم براك عند خط الاستواء في عين التنية قبل أن يتوجه إلى مبنى الجديد.
ومن “حلوى” بري اللذيذة جدا أعطانا براك من طرف اللسان حلاوة بأن نتحلى بالأمل “ركبت” الكيميا بين بري وبراك فتحدثت مصادر متابعة للقاء عين التينة عن أجواء إيجابية تخللها طرح رئيس المجلس مقترحا جديدا قد يشكل اتفاق إطار يجعل من الانسحاب الإسرائيلي الجزئي أرضية لتسليم السلاح.
وبحسب المعلومات فإن الرئيس بري أدى “فرضه” وفريضته في إيجاد مساحة مشتركة بين موقف حزب الله الرافض لورقة توم براك وبين الدولة اللبنانية لعرضها على الموفد الاميركي اكتفى المبعوث الأميركي أثناء مغادرته عين التينة بالقول إن اللقاء كان ممتازا ونعمل قدما للوصول إلى الاستقرار والمشكلة ليست في الضمانات.
وما قاله بالمختصر في مقر الرئاسة الثانية عن التفاؤل استفاض توم براك في شرحه عبر شاشة الجديد في مقابلة خاصة تبث الليلة ضمن نشرة الأخبار المسائية وفيها شهد براك على حنكة وذكاء بري واستمع منه إلى وجهة نظره لليوم التالي وأكد أن حزب الله جزء من الحكومة وعلى الأطراف أن تتفق مع بعضها البعض ومنهم حزب الله.
ومن موقعه كوسيط سياسي للعب دور إيجابي بين الأطراف وليس كمفاوض يعطي ضمانات اقترح على اللبنانيين أن يقوموا بفروضهم جيدا تحدث المبعوث الأميركي عن مهل لكن الوقت يداهمنا ومع تأكيده أن لا حرب إسرائيلية ثانية فتح قوسين للدبلوماسية كونها المسعى الأخير ما قبل الحرب والنزاع.
وعلى ما يجري في المنطقة اعتبر أن إرساء الاستقرار في لبنان أكثر من ضرورة وهدفنا أن يلعب دورا في عملية السلام أما الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة فوصفها براك بالخطوة الكبيرة إلى الأمام وما زال أمامها الكثير في الكهرباء والمطار وغير ذلك.
أعطى براك في جولته كما في المقابلة الأولوية للملف السوري وعلى معادلة أن سوريا ولبنان متصلان بشكل وثيق فإن الاستقرار في سوريا سيؤمن الاستقرار في لبنان. وفي المقابلة تقدم يوم سوريا التالي على يوم لبنان وبحسب خبرته الواسعة معهما وصف الحكومة السورية الناشئة بالجيدة والمستقرة وعلينا دعمها.
ووصف الخلاف بين الفصائل بالسيئ جدا وعلى سياسة حسن الجوار قال براك إن لبنان بموارده الكبيرة سيساعد سوريا من منطلق العلاقة الودية وليست علاقة عداوة وقال: هناك فسيفساء إقليمية ومن ضمنها لبنان وسوريا وإسرائيل ولدينا فرصة للتوصل إلى حل واتفاق ما بين هذه الدول في المنطقة.
كل الجهود منصبة على إبعاد كأس المنطقة المرة عن لبنان وعليها تحدث رئيس الجمهورية جوزاف عون قبيل مغادرته إلى البحرين في زيارة رسمية عن اتصالات مكثفة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة لتفادي تأثيرها على لبنان في المرحلة الراهنة الدقيقة والحساسة والتي تتطلب وعيا وطنيا ومواقف تجمع ولا تفرق.
رأس الدولة في البحرين ورئيس الحكومة إلى الإليزيه في زيارة رسمية ترتكز مناقشاتها على أمن البلاد واتفاق وقف إطلاق النار واقتصاديا في الإصلاحات الضرورية لاستعادة الازدهار وما بينهما ستحضر مهمة أصحاب القبعات الزرق.