Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين 28/7/2025

أنا الأم الحزينة… وما من يعزيها هكذا انتهى مشوار فيروز مع زياد بين يدي الله جلست وحيدة قرب البكر المسجى بالقلب حفت النعش كما حفته على “جرين السرير” “يا ابني. ومن يوم هالغيبة. الله يسامحك” قالتها فيروز بأعلى صمتها وعلى طريقتها في تلاوة الصلاة تمتمت تنهدت نظرت “لفوق… لمطرح اللي بيوقف الزمان” لتستعير من السماء جبرا لقلبها المكسور.

طال الكلام بينها وبين زياد بلا كلام وعند انتهاء خلوتها انزوت على حزنها في قاعة غصت بالمعزين لكنها كانت وحيدة في حضرة الغياب على المشهد أطل طلال حيدر خرج من الزمن الرحباني الجميل لتكتمل ثنائية الكلمة والصوت فوق اللحن المسجى حاملا على أكتافه تعب السنين وخيانة العمر.

دق مهابيج البكاء وما بين الحمد والفاتحة خبأ حزنه بحرقة ربت على النعش وقال: “افتحوا التابوت… زياد لا يحب الأماكن المغلقة”، “دق على الخشب كمن يكتب قصيدة” يا زياد قوم عربش على خيالك قبل أن يلوح له مودعا “ويلا أنا لاحقك”.

أبلغ حزن في العالم هو الصمت قال طلال حيدر ومشى يوم الوداع بدأ من حيث انتهت رحلة زياد من الحمرا التي سجل فيها نفوسه السياسية والفنية وهناك كان التجمع الشعبي بأصدقاء ومحبين ورفاق طريق أفلتوا من أغانيه ومسرحياته.

وبما يشبه زياد تصرفوا على سجيتهم وفي العرض الأخير أطل النعش وشق طريقه بين ناسه تحت وابل من التصفيق والزغاريد قطع الموكب شارع الحمرا باتجاه أنطلياس مربع الطفولة قبل أن يستقر في بكفيا المثوى الأخير .

بعد قداس وعظة وصفت زياد بالمغوار الذي عرف كيف يصل إلى الخطوط الأمامية ما عجز عنه زياد في حياته وحده في موته فاستحق وعن جدارة مكتسبة بعد نضال طويل وسام الأرز الوطني من رتبة كوماندور جمع زياد لبنان في خندق واحد تماما كاللحظة التي تمر بها البلاد حيث لبنان كل لبنان عرضة للتهديد. ويقع على خط زلزال الإشارات العربية والدولية بالعزل والقطيعة وتركه لمصيره في حال عدم تنفيذ خطابي القسم والبيان الوزاري بشأن حصرية السلاح بيد الدولة.

وعليه فإن لبنان واقع بين حدين لا ضمانات أميركية بلجم إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتواصلة على لبنان ولا قدرة للسلاح على التصدي لها فاين يقع حزب الله بين الخيارين وماذا لو سلك رأي الشجعان وقطع نصف الطريق نحو التسليم بقرار الدولة.

من باب المسؤولية تجاه لبنان وحكومته وجيشه وشعبه لتخفيف الضغط عن العهد والحكومة معا كون المطلب الوحيد اليوم لعودة لبنان الى الحضن العربي والدولي هو تسليم السلاح الثقيل.

وأمام حرب المهل وقت مستقطع دخلت فيه المملكة العربية السعودية على خط الأمن السوري اللبناني وفي معلومات الجديد أن اجتماعا بهذا الخصوص عقد في الرياض بين الاستخبارات اللبنانية ونظيرتها السورية على ملفات حساسة من أحداث السويداء إلى الحدود لحصر تداعيات الملف وعدم انتقال نيرانه الى الداخل اللبناني.