IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين 22/9/2025

“كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين” هي ليلة الاعتراف بعد قرن من الإنكار لدولة عمرها من عمر أول الزمن  وأخضر زيتونه  هي أم البدايات و النهايات نقش الله وجهها على أرض مقدسة وختم عليها بثالوث رسائله السماوية ومنها ترحل عيون العالم الليلة إليها لتكون سيدة “الأرض” سيدة مؤتمر حل الدولتين للاعتراف بها دولة وإن على ورق المدى المنظور في “تسونامي” أممي انطلق من شوارع العواصم تضامنا مع غزة وضد أكبر جريمة للتطهير العرقي في العصر الحديث ووضع الحكومات والأنظمة تحت الأمر الواقع إلى أن انتهى الماراتون العالمي في نيويورك على سيل من الدماء وعلى ارتفاع سبعين ألف شهيد.

وعلى هزيمة دبلوماسية وأخلاقية لإسرائيل أول الخطى اعتراف يحمل ثقلا رمزيا وسياسيا بمواكبة صاحب “الدولة” افتراضيا بعد منعه حضوريا  وآخر الطريق لا استقرار في المنطقة ما لم ينل الشعب الفلسطيني حقه وعلى أرضه أسوة بشعوب العالم وإلى الأرض التي تتشارك التربة والهواء كما المأساة مع فلسطين.

مشهد القتل كما القاتل واحد وقد تجلى في بنت جبيل بالمجزرة المروعة التي أودت بخمسة شهداء بينهم ثلاثة أطفال والشقيقة الرابعة معلقة بين الحياة والموت وفي رحلتها وابنتها نحو العلاج.

في بيروت مرت الأم لإلقاء النظرة الأخيرة احتضنت أثقل الأكفان بكت وأبكت لكن مشهد المجزرة لم يحرك في الخارجية الأميركية ساكنا  وبلا أسف أو مواساة اكتفى المتحدث باسمها بالقول إن الوضع لا يزال غامضا وإن “القتلى” الخمسة في بنت جبيل ليسوا مواطنين أميركيين بنك أهداف إسرائيل.

بات واضحا على اجساد المدنيين وهي نقلت يومها التالي من الحرب ضد حزب الله إلى الحرب ضد الدولة اللبنانية  وبحسب مصادر دبلوماسية للجديد ثمة تصعيد إسرائيلي محتمل ضد لبنان وهو ما يتلاقى مع السقف العالي للمواقف الأخيرة الصادرة عن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك إذ ظهر وكأنه يتلو أمر اليوم الإسرائيلي فتحدث باسم بنيامين نتنياهو وأكد أن نتنياهو لا يهتم بالحدود ولا بالخطوط الحمر وأنه سيذهب إلى أي مكان ويفعل أي شيء إذا شعر أن إسرائيل مهددة وقال: حزب الله عدونا وإيران عدوتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي وبالموقف الحاسم والجازم أضاف براك أن إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس وعلى الحكومة اللبنانية أن تعلن بوضوح أنها ستنزع سلاح حزب الله مشيرا إلى أن إدارته لن تتدخل لمواجهة الحزب سواء من خلال القوات الأميركية أو من خلال القيادة المركزية ومختصر هذا الكلام تحول الأميركي من وسيط إلى شريك وتفويض مفتوح لإسرائيل باستكمال اعتداءاتها على لبنان  وفيما خص خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وصفها براك بالجيدة لكنها بلا جدوى  مشددا على أن وقف إطلاق النار في غزة لن ينجح قبل أن يضيف أن لدى الرئيس دونالد ترامب خطة بشأن القطاع وفي هذا الإطار نقل موقع أكسيوس أن ترمب دعا قادة السعودية ومصر وقطر والأردن والإمارات إلى جلسة مشتركة بشأن غزة هذا الأسبوع.