تقدم لبنان نحو التفاوض فراوحت إسرائيل مكانها عند خط النار وشنت سلسلة غارات عنيفة في محيط مدينة النبطية على كلمة سر أميركية نقلها “البوسطجي” توم براك وكلما خطا لبنان خطوة على طريق الدبلوماسية أعاده الموقف الأميركي إلى الوراء خطوات بشد العصب الإسرائيلي بالتصعيد العسكري وهز العصا نحو التفاوض المباشر.
ففي تصريح كف اليد عن الملف اللبناني تمهيدا لعملية التسليم والتسلم مع السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى صعد براك اللهجة محذرا من أنه في حال فشل بيروت في التحرك فإن الذراع العسكرية لحزب الله ستواجه حتما مواجهة كبيرة مع إسرائيل في لحظة وصفها بقوة إسرائيل ونقطة ضعف حزب الله المدعوم من إيران.
وبأسلوب الضغط قبل الإحالة على التقاعد تحدث براك عما اعتبره أن الوقت هو “وقت لبنان للعمل”. ألقى براك آخر ذخيرته فنسف بالتهديد والوعيد مقترح التفاوض الرئاسي غير المباشر من أساسه والذي سبق أن تلقاه من الأميركيين أنفسهم وأصدر ورقة نعي اتفاق وقف الأعمال العدائية وهاجم الحكومة المنقسمة بحسب وصفه والنتيجة كما قال: هدوء هش بلا سلام وجيش بلا سلطة وحكومة بلا سيطرة.
الإغلاق الحكومي الأميركي لم ينطبق على “لسان” براك فوضع لبنان بتصرف إسرائيل, وبين فكي التصعيد الإسرائيلي والتهديد الأميركي رسم الجانب اللبناني حدود المرحلة باتفاق إطار دبلوماسي كان اليوم مدار بحث بين الرئاستين الأولى والثانية وتمحور النقاش بعد الاتفاق على المبدأ حول آلية التفاوض وحصرها في لجنة “الميكانيزم”.
واكتفى الرئيس نبيه بري بالقول بعد الاجتماع إن اللقاءات دائما ممتازة مع الرئيس عون ولاحقا كشف بري في حديث صحفي أن مسار التفاوض المقترح بين لبنان وإسرائيل قد سقط بسبب رفض تل أبيب التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن, مشيرا إلى أن المسار الوحيد حاليا هو مسار “الميكانيزم” الذي يضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية.
قبل أن تتفرغ عين التينة للمعارك الجانبية التي افتتحتها معراب على جبهة الاغتراب بتصريح لرئيس حزب القوات سمير جعجع توجه فيه لبري بالقول: لا تستطيع اختزال مجلس النواب بشخصك ومن يقرر في المجلس هو الأكثرية لا أنت.
لم يتأخر بري في الرد غير المباشر ونقلت مصادره عنه بسؤال جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جعبتك غير إستصدار كلام عن لساني، والجواب إليك.
ومن العينة السياسية المحلية ووضع لبنان بالتصرف الإسرائيلي دفعت الإدارة الأميركية بالمرحلة “باء” من خطة ترامب نحو التنفيذ بإشراف المبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر اللذين وصلا إلى تل أبيب بهدف إجراء محادثات مع بنيامين نتنياهو بشأن الوضع في غزة, والتأكيد أن اتفاق إنهاء الحرب لا يزال ساريا وملزما وإلى أن يلحق بهما نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس كشف ترامب لقناة “فوكس بيزنس” أنه لا يوجد جدول زمني قطعي لنزع سلاح حماس ليس هناك مسار صارم وسنرى كيف ستسير الأمور.