رسم لبنان حدوده المائية مع قبرص وجرى تثبيتها بتوقيعي رئيسي جمهورية البلدين على قاعدة أنها لا تستهدف أحدا ولا تستثني أحدا بخلاف البر حيث تداخلت المعلومات والمعطيات والتحذيرات والتهديدات.
وبدلا من أن ترسم الزيارة المصرية إطارا لاتفاق عملت دبلوماسيتها وفق معادلة “ما على الرسول إلا البلاغ” وأطلقت مصطلح احتواء التصعيد لا مبادرة مصرية خرجت بعد جولة وزير الخارجية بدر عبد العاطي على المسؤولين ومن ضمنهم حزب الله وإن بالواسطة.
وعليه بماذا يختلف الحراك المصري تحت عنوان “ننقل ما سمعنا”، عمن سبقه من موفدين وشعارات الفرصة الأخيرة وسواها؟ وهل دخل المصري من باب “الغيرة” على لبنان أم من مسار التهديد المفتوح والمتصاعد بحرب خاطفة هيأ لها الإعلام الإسرائيلي على الورق؟
ونفذ الجيش الإسرائيلي مناورتها وحاكى مسارها، وجاراه فيها محللون ومراقبون وسياسيون ودبلوماسيون، أكدوا أن القرار الإسرائيلي اتخذ بأيام صعبة أكبر من ضربة وأصغر من حرب على لبنان.
لبنان يدور في حلقة مقفلة وغيوم التصعيد تتجمع في سمائه وكونه الطرف الأضعف فإن كل الضغوط تمارس عليه وليس على الطرف الإسرائيلي المعتدي والمحتل.
وبحسب التصريحات العلنية فإن يوم “التعبئة” الدبلوماسية خلص إلى أن الصورة ليست وردية وأن مصر تقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان اي مخاطر أو اي ميول عدوانية ضد أمنه وسلامته.
وهذه الجهود لن تتوقف لأن استقرار لبنان من أمن مصر واستقرارها، والقاهرة معنية بتطبيق القرار 1701 بكل بنوده وجوانبه من دون انتقائية وهو ما يتطلب بطبيعة الحال وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية بكل صورها وبشكل فوري.
ومما ركز عليه الزائر المصري أن بلاده لن تألو جهدا في العمل على خفض التصعيد واستغلال كل علاقاتها واتصالاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية لتجنيب لبنان أي مخاطر للتصعيد والعمل على نزع فتيل الازمة والحفاظ على المؤسسات اللبنانية وفي قلبها المؤسسة العسكرية الوطنية، لأن هذه المؤسسة هي عمود الخيمة لدعم الاستقرار ووحدة وسلامة لبنان بكل اطيافه وطوائفه ولا يمكن ان نقبل باستبعاد أي مكون من مكونات الدولة والمجتمع في لبنان والكل لا بد ان يكون له دور. وعليه مسؤولية أيضا في الحفاظ على استقلالية القرار اللبناني وسيادة لبنان ووحدة أراضيه وسلامتها.
وفي معلومات الجديد أن المصري ترك الباب مواربا باتجاه تقريب وجهات النظر بين الطرفين الإسرائيلي واللبناني أفرغ وزير الخارجية المصرية ما في جعبته من “وصايا” كان أبرزها الطرح الإسرائيلي المستجد تحت عنوان”السيادة الأمنية” وملحقاتها من مناطق عازلة خالية من كل أشكال الحياة وغادر الأراضي اللبنانية محملا “بمبادرة الاستقلال” التي طرحها رئيس الجمهورية وتبناها رئيس مجلس النواب مع جردة بالقرارات التي اتخذتها الحكومة لجهة حصر السلاح بيد الدولة والخطة التي يتولى تنفيذها الجيش اللبناني.
وفي خلاصة المشهد لبنان قام بما عليه وفي المقابل لا خطوة إسرائيلية مقابلة ولا مبادرة مصرية مطروحة وعلى الجولة التحذرية وجه عبد العاطي النداء الأخير للبنانيين بأن: اربطوا الأحزمة.