من تركيا الواقعة بين قارتي أوروبا وآسيا/ إلى لبنانالجسرِ الرابطِ بين الشرق والغرب/ ومن الدولة ذاتِ الأغلبية المسلمة/ إلى بلدِ التنوع بصيغته والأوحد في منطقة الشرق الأوسط الذي يتصدر سدةَ رئاستِه الأولى مسيحي/ قطف البابا لاوون الرابع عشر اللحظةَ التاريخية/ للاحتفال بذكرى مرورِ 1700 عام على أول اجتماعٍ ضم أساقفةَ العالم للدفاع عن “ألوهية المسيح” فاستعاد فوق أرض الأناضول مجدَ تأسيسِ الكنيسة المسيحية/ وتاريخِها المحفورِ على صخور أنطاكيا/ وعلى الوجه الآخر من زيارته الدينية/ تجول البابا الأميركي في المسجد الأزرق في اسطنمبول حافي القدمين/ وبروحٍ من التأملِ والإصغاء مع احترامٍ عميقٍ للمكان ولإيمان أولئك الذين يجتمعون فيه للصلاة/ بحسب بيان الفاتيكان// من تركيا يُكمِلُ الحبرُ الأعظم رحلتَه نحو لبنان/ ويسير على خطى سلفِه البابا يوحنا بولس الثاني الذي رفع لبنان من رتبةِ بلد إلى مرتبةِ الرسالة/ وعلى الزيارة التي فتحت فسحةَ سلامٍ في زمن الحرب/ وُضعت اللمساتُ الأخيرة وعليها قَلَبَ لبنان ساعتَه الرملية/ استعداداً لاستقبال الآتي باسم السلام/ وإن كانت سلطةُ البابا معنوية وذاتَ قيمةٍ إنسانية/ إلا انها تحمل بعداً روحياً ووطنياً وتشكل بلسماً لبلدٍ عانى الكثير ولا يزال/ وتؤكد خصوصيةَ هذا البلد كصيغةٍ للعيش المشترك وكنموذجٍ فريد في منطقة/ تعاني من صراعاتٍ وحروب ولبنان جزءٌ من هذه المعاناة/ وينال الحصةَ الأكبر منها/ لموقعه في قلب الصراع/ وعلى مأساته المستمرة حرباً وضغطاً وتهويلاً وحصاراً/ يُسيّرُ يومياته/ ويقرأ طالعه في غيب التطورات الأمنية والسياسية/ وفي تلقي الرسائل والإشارات/ وآخرها ما وصل من السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى/ فمن خلال صحيفة “هآرتس” العبرية/ رأى عيسى أن إسرائيل لا تحتاج إذناً من الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها مشيراً إلى أن تل أبيب تقدّر احتياجاتها الأمنية بنفسها/ وستتخذ كل الوسائل التي تراها مناسبة لحماية مواطنيها/ ولفت إلى أن الإدارة الأميركية على تواصل كامل مع الحكومة اللبنانية/ وتحثّها على تنفيذ ما أسماه “القرار التاريخي” القاضي بنزع سلاح حزب الله/ وطبقاً للسفير فإن الولايات المتحدة ملتزمة بتنفيذ القرار الضروري لاستعادة سلطة الدولة في لبنان وضمانِ مستقبله/ رافضاَ الرد على سؤال بشأن احتمال صياغةِ اتفاقٍ دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان/ بعد كلام عيسى/ ومن فوق الأجواء الفنزويلية المغلقة بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب/ رسالة خرقت الحظر من كراكاس إلى لبنان بعث بها السيناتور ليندسي غراهام/ وفيها اتهم الرئيس الفنزويلي مادورو بالسيطرة على دولة إرهابية تسمم أميركا / وبإقامة تحالفات مع منظمات دولية مثل حزب الله بحسب قوله/ وختم بالقول: سمعتُ أن تركيا وإيران تُعتبران من أجمل الأوقات في هذا الوقت من العام/ وإلى حين فك “شيفرة” ما يقصده غراهام في جملته الأخيرة/ فإن البطريرك الراعي وفي حديث صحافي قال إن على الأميركيين أن يؤثروا على إسرائيل كما أن على الإيرانيين أن يؤثروا على حزب الله/ في هذا الوقت بعث الحزب برسالة إلى البابا/ وأعطى أمر اليوم لكشافة المهدي لاستقباله عند خاصرة الضاحية الجنوبية.
