بالديبلوماسية الناعمة خطا لبنان خطوته الثالثة وسط حقل الألغام الإسرائيلي وبتوقيع ثلاثي الأبعاد سحب المحامي سيمون كرم من أرشيف الشخصيات المدنية وعينه “سفير لبنان” لدى لجنة الميكانيزم الخطوة لم تكن مفاجئة بالشكل وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها تطعيم الوفود بأسماء من أصحاب الاختصاص.
وأما في المضمون فشكلت الخطوة امتدادا للمسار الذي سلكه لبنان بالتزامه باتفاق تشرين ومبادرة “الاستقلال” الرئاسية ونزعا لفتيل الرسائل النارية التي تلقاها لبنان بتصعيد إسرائيلي يتجاوز “الستاتيكو” الأمني القائم إلى توسيع بيكار الاعتداءات وتهديد الدولة حاصر لبنان إسرائيل بالقسم الدستوري ونصه في الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا.
قرر رئيس الجمهورية تكليف السفير الأسبق في واشنطن سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة الميكانيزم وبعد التنسيق والتشاور مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب تم إبلاغ المعنيين بذلك أتى تعيين سيمون كرم لقيادة التفاوض بعد استحصال الجانب الأميركي على موافقة الطرف الإسرائيلي بضم عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة.
فسحبت تل أبيب دبلوماسيا تخرج من الجيش وعينته في صفوف الاحتياط التفاوضية وهو يعتبر أحد مهندسي سياستها الخارجية والأمنية المواجهة الأولى كانت اليوم في الاجتماع الرابع عشر للجنة الميكانيزم.
وبحسب متابعين كانت هادئة واستحصل فيها قائد قطاع جنوب الليطاني العميد نقولا تابت على الثناء وعن الاجتماع أشارت السفارة الأميركية في بيان إلى أن انضمام السفير الأسبق سيمون كرم والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك إنما يأتي دعما للسلام الدائم والازدهار وأن اجتماع المسؤولين الكبار في اللجنة التقنية العسكرية كان لتقييم الجهود الجارية للتوصل إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية في لبنان.
وذكرت أن جميع الجهات رحبت بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل الميكانيزم مرتكزا على حوار مدني مستدام بالإضافة الى الحوار العسكري الخطوة اللبنانية قابلها تعميم “كاتم للصوت” من حركة أمل بعدم التعليق على بيان رئاسة الجمهورية.
وانطلاقا من حساسيته ترك حزب الله لأمينه العام إطلاق الموقف الرسمي في كلمته المرتقبة بعد غد الجمعة أما في المواقف المعلنة لغايته فقد رأى رئيس الحكومة نواف سلام أن لبنان مستعد لمفاوضات “فوق عسكرية” مع إسرائيل وخطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة محصنة سياسيا وتحظى بمظلة وطنية.
ولفت سلام الى أننا لسنا بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ذهب بعيدا في توصيفه هذه الخطوة رد سلام جاء عقب إعلان مكتب بنيامين نتنياهو أن رئيس الوزراء كلف بإيفاد فريق إسرائيلي للقاء مع مسؤولين حكوميين لبنانيين كمحاولة أولى لترسيخ أسس العلاقات الاقتصادية بين الطرفين, في حين زعمت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن هذا الاجتماع المباشر بين إسرائيل ولبنان قد تم نتيجة لجهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتغيير وجه الشرق الأوسط.
