بالكشف “ثنائي القطب” من الجيش اللبناني والميكانيزم قطع بيت يانوح الشك “بالتفتيش” المبين وثبت بعد حفر أرضيته ومجاريه الصحية خلوه من “أسلحة الدمار الشامل” عقب كشفٍ أول لم يُقنع إسرائيل، ففعّلت إنذارها الأحمر وطوقته بدائرة التدمير. هي ليست المرة الأولى كما حصل بأبنيةٍ في الضاحية الجنوبية، ولن تكون الأخيرة في بناء يانوح البلدة الواقعة في قضاء صور، لكنها وإن تمت برضى “رب البيت” فقد شكلت علامةً فارقة بموضعها جنوبي الليطاني باتجاه كسر المحظور، بعد ضغوطٍ إسرائيلية سابقة مورست على الجيش اللبناني لتفتيش منازل الجنوب، الأمر الذي رفضته قيادة المؤسسة العسكرية.
في الميدان لا رادع لإسرائيل، ولا ضامن للبنان، وفي السياسة نافذةٌ فتحها السفير الأميركي ميشال عيسى في جدار الأزمة المسلح بطرحه في مجلسٍ “مصغر” وعلى ذمة الرواة معادلةَ “احتواء السلاح” شمال النهر بعد تمديد مهلة الانتهاء من حصره جنوب الضفة، وهو ما لن يلقى قبول الإسرائيلي، وعلى هذين الخطين المتوازيين تتنقل الأحداث من محطة إلى أخرى، ويسير التصعيد جنباً إلى جنب مع التبريد، وعليه يتحول اجتماعُ باريس الرباعي الأسبوع المقبل الى مركز إطفاء إذا ما تأكد مشاركةُ السعودي والأميركي على مستوى بن فرحان أورتاغوس إلى جانب الفرنسي واللبناني ممثلاً بقائد الجيش. وفي الحراك المعاكس بعودة “الدينامو” المصري إلى الواجهة مع مجيء رئيس حكومتِه إلى بيروت، حشدٌ دبلوماسيٌ على مستوى كبار السفراء العرب والأجانب والملحقين العسكريين يتهيأ للتوجه جنوباً مطلع الأسبوع في مهمةِ استطلاعٍ ينظمها الجيشُ اللبناني بكامل مواصفاتِها اللوجستية والأمنية. الجيش صاحبُ الأمر والأرض، وينفذ القرارَ السياسي الداخلي في حصر السلاح وحزب الله لا يزال يتمسك برفض مصطلح “النزع” ويتحدث مع الدولة لتسمع الولايات المتحدة ويقول على لسان أمينه العام حتى لو أطبقت السماء على الأرض لن يُنزع السلاح تحقيقاً لهدف إسرائيل وبأن حصرية السلاح بالصيغة المطروحة هو مطلبٌ أميركيٌ إسرائيلي، وبهذا المنطق هي إعدامٌ لقوة لبنان وبعيداً من هذه السردية، فإن حصريةَ السلاح بيد الدولة أقرها الطائف ويكرسها الدستور، وهي في صلب خطاب القسم والبيان الوزاري والذي على أساسه منح الحزب ثقتَه مرتين للحكومة.
الميدان اللبناني بالميدان الفلسطيني يذكر حيث أقدمت إسرائيل على خرق وقف إطلاق النار في غزة بعملية اغتيال استهدفت أحد قادة حماس في القطاع، والذي اتهمته بأحد العقول المدبرة للسابع من أكتوبر، وعلى أبواب المرحلة الثانية من تطبيق اتفاق شرم الشيخ والانسحاب التدريجي من القطاع، فإن إسرائيل ستخرج من بوابة غزة لتعود وتدخل من “طاقة” إزالة الركام مع الإبقاء على جثة أسير يروج لها نتنياهو بعكس إعلامها لتكون “مسمار جحا” الإسرائيلي في الجسد الغزي.