ثلج “أسيل” لم يثلج قلب الحكومة.
المنخفض الجوي زنر لبنان بالأبيض ولميا مبيض فجرت التشكيلة ظاهريا ورفعت جبل الجليد في قصر بعبدا بين الثنائي سلام –بري فتعثرت ولادة الحكومة وعلق التشكيل عند الوزير الملك والاسم الشيعي الخامس وتبين أن ابتسامات الثلاثي كانت لزوم المشهد.
كانت لوازم اعلان الحكومة قد اكتملت استدعي الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية لتلاوة المراسيم تجهز الصحافيون وانتشر التفاؤل في انحاء القصر أصر الرئيس المكلف على اسم السيدة لميا مبيض لوزارة التنمية الادارية كوزيرة للمقعد الشيعي الخامس، وهذا ما رفضه بري مقترحا اسم القاضي في ديوان المحاسبة عبد الرضى ناصر فرفضه الرئيس المكلف وعند تمسك سلام بخياره للمقعد الشيعي رفع بري الاجتماع بالقول: “إعملها حكومة مبيض” وغادر القصر من الباب الخلفي.
لم ينجح رئيس الجمهورية في كسر الحاجز الجليدي بين سلام وبري والمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اختصر اللقاء بعرض المراحل التي قطعتها عملية التشكيل وتم الإتفاق على مواصلة سلام مشاوراته مع الجهات المعنية لاستكمال عملية التأليف.
أما في الكواليس فرشحت معلومات عن أن الملائكة الأميركية كانت حاضرة فدفعت الرئيس المكلف إلى التشدد برفض الأسماء التي اقترحها بري ما أدى إلى الإطاحة بالتشكيلة واستكملت وكالة رويترز.
هذه السردية بقولها إن مبعوثة الرئيس الأميركي دونالد ترامب (مورغان أورتاغوس) ستنقل رسالة حازمة إلى القادة اللبنانيين خلال زيارتها اليوم الخميس، مفادها أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتسامح مع النفوذ غير المضبوط ل”حزب الله” وحلفائه في تشكيل الحكومة الجديدة”.
وأوضح مسؤول في الإدارة الأميركية ودبلوماسي غربي ومصادر حكومية إقليمية، أن “الرسالة ستتضمن إشارة إلى أن لبنان سيتعرض لعزلة أعمق ودمار اقتصادي، ما لم يشكل حكومة ملتزمة بالإصلاحات والقضاء على الفساد وكبح جماح الحزب.
وفي معلومات الجديد أن الرئيس المكلف نواف سلام تلقى بالامس اتصالا من مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومساعدته أورتاغوس تضمن المحاذير الاميركية من مشاركة حزب الله في الحكومة واضافت المعلومات ان واشنطن اكدت انها ستحجب اي دعم عن لبنان في حال مشاركة الحزب.
بضربة “قاض” تعثر التشكيل على المقعد الخامس ودونه مقاعد أخرى دخلت في الحسبان فبعد رفض التيار الوطني الحر جائزة الترضية بوزارة طالب التكتل الوطني المستقل الرئيس المكلف بمعايير واضحة وموحدة والتعامل مع الجميع على قدم المساواة وفق أسس الدستور والميثاق الوطني لا وفق الأهواء والمزاجية السياسية.
وفيما يعقد جبران باسيل مؤتمرا صحفيا على خلفية إبعاده من التشكيلة، أبقى نواب سنة على اعتراضاتهم لكن الرئيس سلام آثر الوضوء السياسي في دار الفتوى والاطمئنان الى صحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان للانطلاق من عائشة بكار الى بعبدا وتشكيل حكومة “على سنة الله ورسوله”.
