احتلال القطاع المحتل أصلا هو ما تمخضت عنه الساعات العشر في اجتماع ماراتوني للكابينيت الإسرائيلي انتهى فجرا على مصادقة مجلس الوزراء الأمني على اقتراح بنيامين نتنياهو.
حسم المعركة مع حماس لم يكن قرار نتنياهو عبثيا بل شكل امتدادا “للسيوف الحديدية” وبعدها”عربات جدعون” ردا على السابع من أكتوبر وخلال حرب السنتين تفنن رئيس حكومة الاحتلال في ابتكار أساليب القتل من الإبادة الجماعية إلى حرب تجويع وتعطيش شعب كامل.
وفيها اعتمد سياسة الأرض المحروقة بالتدمير الممنهج لكل أشكال الحياة في القطاع فحاصر أهله بين الموت والتهجير القسري سنتان انهارت فيهما الإنسانية فوق جبين غزة وهي تراقب موتها اليومي.
ومعها ضرب نتنياهو عرض الحائط بكل القرارات الدولية والدعوات لوقف الإبادة الجماعية وصولا إلى إصدار مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية كمجرم حرب وكأن شيئا لم يكن سنتان ونتنياهو يهرب من عتبة السجن بقضايا فساد نحو إطالة أمد الحرب, واليوم استدرج عرضا جديدا لاحتلال غزة ببنود نزع سلاح حماس وإقامة إدارة مدنية لا مكان فيها لا لفتح ولا لحماس وإعادة الأسرى, وهي خطة تسعى لتقسيم القطاع وإقامة منطقة عازلة وتطغى عليها الاعتبارات السياسية من تحصين ائتلافه الحكومي وتجميد الانتخابات المبكرة واللعب على حبال الوقت بحثا عن ورقة ضغط للتفاوض.
والأهم من كل ما تقدم أن القرار يخالف قرار محكمة العدل الدولية بوجوب إنهاء الاحتلال ويفرمل الزخم المتصاعد دوليا نحو الاعتراف بدولة فلسطينية قابلة للحياة على أساس حل الدولتين في المؤتمر المرتقب عقده الشهر المقبل في نيويورك على أن يعقبه في تشرين الثاني لقاء ثنائي بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن.
أدخل نتنياهو جيشه في التجربة الفيتنامية بحرب استنزاف طويلة أتقنتها غزة بالتجربة المرة فهل سيقف عند حدود القطاع أم سينتشي بأحلامه التوسعية على الخريطة التوراتية؟ وضمنها جنوب لبنان في ظل عدم التزام إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار واستمرار اعتداءاتها وآخرها استهداف الإعلامي محمد شحادة عند أوتوستراد الزهراني, في وقت تخطى الداخل “قطوع” الشارع وإن شهد احتجاجات ليلية لم تغادر موضعها.
وعلى ما جرى في جلستي الثلاثاء والخميس قالت مصادر حكومية للجديد إن الجلستين جنبتا لبنان الاستمرار في دوامة المراوحة والعزلة وتساءلت: ما الداعي إلى الاعتراض عليها طالما أن مقدمة الورقة الأميركية تلحظ مطالب لبنان بانسحاب إسرائيل ووقف العدوان وتثبيت الحدود وإعادة الإعمار. وختمت المصادر أن الحكومة تقدمت خطوة كبيرة إلى الأمام فهل سيبادلها المجتمع الدولي بخطوة داعمة؟
في المقابل نقلت مصادر دبلوماسية عبر الجديد ترحيبا دوليا بمقررات الجلستين اللتين سيبنى عليهما لتحريك عجلة الدعم الاقتصادي قريبا نحو لبنان وأول الغيث وفد قطري يصل الأسبوع المقبل.
وعلى ما تقدم من ملفات داخلية وارتباطها بملفات خارجية جولة أفق واستطلاع رأي في آخر المستجدات واليوم التالي اللبناني في ظل ما تعيشه الساحة الداخلية من استحقاقات في مقابلة خاصة مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مباشرة بعد نشرة الأخبار.
