لنعد بالذاكرة إلى الساعات الثماني والأربعين الماضية .
هددت اسرائيل بقصف المطار في حال حطت على ارضه طائراتٌ إيرانية بذريعة نقلها اموالاً لحزب الله. فقررت الحكومة اللبنانية وقف هذه الرحلات من والى طهران، وبدأت البحث عن حل لإعادة اللبنانيين العالقين في ايران .
تحركَ الشارع وضبطَه الجيش. ثم تحرك مجددا امس ولكن هذه المرة مع تسجيل اعتداء على القوات الدولية على طريق المطار.
ثلاثة سيناريوهات لما حصل :
اولا ؛ إذا كان التحرك منظما ، فيمكن وصف المجموعة التي قررته ونفذته بالغبية سياسيا، لأنها أهدت اسرائيل ما تريده تماما، وهو إظهار ضعف القوات الدولية المفترض بها ضبط وقف النار والإشراف على تطبيق القرار ١٧٠١.
الثاني ان مدسوسين نفذوا الاعتداء وهؤلاء يمكن تصنيفهم بالعملاء .
والثالث ان حزب الله قد يكون فقد مع استشهاد السيد حسن نصر الله قدرتَه على ضبط شارعه ، فانفلتت الأمور من يده.
وفيما يُفترض ان تبلور التحقيقاتُ التي يجريها الجيش مع عدد من الموقوفين أيَ صورة هي الأدق ،لا سيما أنها افضت حتى الآن لكشف هوية احد المتورطين في الاعتداء ،حاول حزب الله لملمة ما حدث امس، فنظم تظاهرةً ولكنها انفلتت مجددا قبل انتهائها بدقائق .
كل هذه التطورات مهمة، لكن الأهم أنها حصلت قبل ثلاثة أيام فقط من موعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض من القرى الجنوبية المحتلة .
حتى الساعة تل ابيب مصرة على مواصلة احتلال خمس تلال .
لبنان الرسمي رافض ويضغط ديبلوماسيا بحثا عن حل ،قد يأتي من المفاوضات المستمرة مع واشنطن وباريس حتى الاثنين.
أما تحرك الشارع فيقرأه البعض على انه رسالة ابعد من لبنان، لما يمكن ان يصل اليه واقعُ الأرض إذا اتُخذ قرارُ تكثيف المواجهة بعد الثامن عشر من شباط .
فهل المطلوب الذهاب نحو الفوضى، او وقف الأخطاء المتبادلة، وهذا ما نُقل من اجواء عين التينة التي تحدثت عن أن الرئيس بري قلقٌ مما يحدث من الطائرة الإيرانية إلى الاعتداء على اليونيفيل وصولا إلى ما حدث اليوم، بينما المطلوب توفير الاستقرار الداخلي امام وضع إقليمي متوتر للغاية ابتداء من الوضع الميداني في غزة الليلة مع ما يمكن ان تُقدم عليه اسرائيل الرافضة لبدء المرحلة الثانية من التفاوض ، مرورا بالخطة العربية الموحدة أمام طرح ترامب بترحيل الغزيين من ارضهم .
مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت 15.02.2025

