Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الثلاثاء في 26/11/2019

في اليوم الثلاثين على استقالة الحكومة ، وفي اليوم الثاني والأربعين على ثورة 17 تشرين الأول ، هل يمكن القول إن الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل الحكومية قد بدأت ؟ الجواب بدأ يتبلور تباعًا اعتبارًا من منتصف هذا النهار حيث صدر بيان عن الرئيس سعد الحريري أعلن فيه تمسكه بقاعدة : ” ليس أنا بل أحدٌ آخر ” … وجاء هذا الموقف ردًا على اتهامه وفق قاعدة : ” أنا أو لا أحد ” ثم قاعدة ” أنا ولا أحد ” ، فقطع التهمة والشك باليقين … وبهذا الخيار يكون قد أخرج نفسه طوعًا من السرايا ، بعد ثمانية أعوام على إخراجه قسرًا في مثل هذه الأيام من العام 2011 … يبدو هذه المرة أن الإستبعاد الطوعي جدِّي ، ويشكِّل حالة فريدة في الظرف الراهن ، ما يطرح عدة تساؤلات ، حين سيصدر مرسوم التكليف ، ومن هذه التساؤلات :

ما هو موقع قوى الثورة من التطورات الحكومية الجديدة ؟ ما هو دورها في استشارات التأليف ، إذا لم يكن لها دور في استشارات التكليف ؟

هل ستكون حكومةَ اختصاصيين أو حكومةَ تكنوقراط ؟ او حكومةً تكنوسياسية ؟

لماذا اعطى الرئيس الحريري في بيانه حيِّزًا كبيرًا لدور المرأة في ما سمَّاه ” قيادة العمل السياسي ” من خلال قوله : ” تشكيل حكومة تحاكي ‏الحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدرت الصفوف في كل ‏الساحات لتؤكد جدارة النساء في قيادة العمل السياسي وتعالج الأزمة في الاستشارات النيابية ‏الملزمة التي يفرضها الدستور ” … فهل من قطبة مخفية ، وربما غير مخفية ، في هذه الفقرة ؟

ثم ما هو موقع الرئيس سعد الحريري في التركيبة السياسية الجديدة ، هل يكون داعمًا للحكومة أو في موقع المعارضة ؟
هل حكومةٌ برئاسة غير الرئيس الحريري تعني انتهاء التسوية الرئاسية بين الرئيس عون والرئيس الحريري التي طبعت نصف العهد ؟ وما هي الصورة التي تُعطى للنصف الثاني من العهد ؟

والأهم الأهم من كل ذلك ، هل ستكون المرحلة الجديدة رافعة لأَثقال الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية والتي بدأت تُشكِّل حال اختناقٍ للمواطنين خصوصًا ان واقع الأوضاع المالية والإقتصادية بات يسير وفق قاعدة ” إسمَع تفرح جرِّب تحزن ” فكل التطمينات والكلام المعسول للمصارف ينتهي مفعوله عند عتبة المصرف ، فالكلام في الخارج غير الإجراءات في الداخل حيث المواطن يجد نفسه متروكًا ، فلا قانونٌ يحميه بل مزاجية .

في مطلق الأحوال ، ما بعد بيان الحريري غير ما قبله ، ويوم الاستشارات سواء أكان الخميس أو الجمعة ، لناظره قريب .