بين آخر كانون الثاني وآخر تموز مسافة ستة أشهر، وبين محمرش وعين التينة مسافة أميال اجتازها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليضيف مصطلحا جديدا إلى طريقة التعاطي اللبنانية – اللبنانية، وهي ” المعايشة “…
من “البلطجة” من محمرش، وهي الصفة التي أطلقها باسيل على بري، إلى الرد عليها بعد ثلاثة أشهر “بالبرغتة”، وهي الصفة التي أطلقها بري على باسيل…
بنيت جدران القطيعة بين رأس السلطة التشريعية ورئيس تكتل لبنان القوي، اليوم، وبحضور العراب إيلي الفرزلي، عاد باسيل إلى عين التينة، وهذه العودة لها عدة صفات: باسيل النائب وباسيل رئيس تكتل لبنان القوي وباسيل رئيس التيار الوطني الحر وباسيل المعاون السياسي لرئيس الجمهورية…
هذا اللقاء هو أكثر من كسر جليد، وربما يستفاد من دفعه لأعطاء جرعة لتشكيل الحكومة…
كان منتظرا في بيت الوسط لكنه ظهر في عين التينة، فهل تستكمل الإنعطافة ويظهر باسيل في بيت الوسط أم أن الزيارة للرئيس المكلف لها حسابات أخرى؟
لكن الذي ظهر في بيت الوسط كان المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل الذي جاءت زيارته للرئيس المكلف عقب زيارة باسيل لعين التينة، ولفت كلام الحريري بأنه يرفض حكومة الأكثرية ويتمسك بحكومة الوحدة الوطنية، ما يعني ان حكومة الأكثرية طرحت فجاء رفضها سريعا.
وفي مقابل تفكيك اللغم بين بري وباسيل، انفجرت بين جنبلاط وباسيل.
رئيس الاشتراكي علق على إقالة وزير الكهرباء العراقي فأسقطه على الواقع اللبناني بالقول: “في العراق وبعد اسابيع من الاحتجاج أقيل وزير الطاقة الذي هدر 40 مليار دولار. البنك الدولي ينصح لبنان بالتخلي عن البوارج العثمانية وبناء معامل .أليست هذه فرصة ايضا لاقالة الوزير الحالي ومعلمه لحل عقدة الوزارة والكهرباء معا”؟
الرد على باسيل جاء من وزير الطاقة سيزار ابي خليل الذي اتهم جنبلاط بالهدر منذ العام 1990.
كلام جنبلاط إمعان في المواجهة مع باسيل، فالمطالبة بالإقالة لا تستقيم لأن الحكومة مستقيلة أصلا وليس بالإمكان إقالة من هو مستقيل، لكن هذا يعني ان عملية التشكيل مازالت في مرحلة الإشتباك على رغم مرور شهرين وأسبوع على التكليف.
