Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 03/08/2020

القاعدة الذهبية تقول: “لا اجتهاد مع النص”…
وزير الخارجية المستقيل ناصيف حتي استقال وقدم بيانا واضحا بالإستقالة، إلى درجة أنه لا يحتاج إلى اجتهاد… يقول في نص الإستقالة:
حملت آمالا كبيرة بالتغيير والإصلاح لكن الواقع أجهض جنين الأمل…
لبنان اليوم ينزلق ليتحول إلى دولة فاشلة…
شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد إسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة…
وهل أوضح من هذا النص؟

الوزير المستقيل كأنه يقدم “مضبطة اتهام” ضد هذه السلطة التنفيذية الذي كان شريكا فيها، وأحد الوزراء الذين يتولون حقيبة سيادية، لكنه اكتشف أنه يعمل عند “ارباب عمل ومصالح متناقضة”.

حتى أعتى أركان المعارضة لا يمكن أن يقولوا في السلطة التنفيذية ما قاله أحد أبرز أركانها… لم يحمل حتي أحدا بالإسم المسؤولية، لكنه حملهم جميعا مسؤولية من دون استثناء، خصوصا حين يتحدث عن “ارباب عمل”… لهذا (لا يفيد) أن يحاول أحد (التنصل) من مسؤوليته عما آلت إليه الأوضاع، التي دفعت بحتي إلى الإستقالة، خصوصا أن عملية تبادل “كرة المسؤولية بدأت على الناعم، بين من يحمل الرئيس دياب المسؤولية، ومن يحملها لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خصوصا ان وزير الخارجية الجديد شربل وهبة كان مستشارا ديبلوماسيا لرئيس الجمهورية منذ تموز من عام 2017 بتزكية من الوزير باسيل.
وما هو لافت، هذه السرعة في قبول الإستقالة وفي تعيين البديل، بعكس استقالة المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني الذي لم تقبل استقالته حتى الساعة، ولم يعين بعد بديلا منه على الرغم من مرور شهر على تقديمها في مؤتمر صحافي، لا وفق الاصول..

ومن المفيد التذكير أن بيفاني كان قد دعي إلى جلسة مجلس الوزراء لشرح أسباب استقالته، فيما الوزير حتي لم تطبق معه هذه الآلية بل قبلت استقالته فورا، حتى من دون التشاور مع أحد، وجرى تعيين البديل في أقل من ساعتين. قدم استقالته الى رئيس الحكومة، عاد إلى الخارجية ومنها غادر، لكنه لم يزر قصر بعبدا.
بثلاثمئة وخمس وستين كلمة أوجز استقالته تاركا وراءه جبلا من الألغاز، وتأتي الإستقالة في ظروف بالغة التعقيد وفي اسبوع حافل بالاستحقاقات:

فيوم الجمعة المقبل، النطق بالحكم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وبعد غد الأربعاء كلمة للسيد حسن نصرالله قبل اقل من ثمان وأربعين ساعة على حكم الحريري.
إضافة إلى التاريخين، كورونا يحتل كل التواريخ، فهناك تشدد في الإجراءات مع عدم تراجع الإصابات، التي بلغت اليوم 177 إصابة.