صب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جام غضبه على الطبقة السياسية اللبنانية، فوصفها بأنها تلعب لعبة الموت والفساد. واتهم القادة السياسيين بأنهم لم يرغبوا في احترام ما تعهدوا به في الأول من أيلول في قصر الصنوبر. ورأى أن هذه القوى خانت تعهداتها، وقدمت مصالحها الفردية واختيار ترك لبنان في أيدي اللعبة الخارجية.
وأبدى ماكرون اعتقاده بأن “حزب الله” لا يستطيع أن يكون جيشا في حرب ضد اسرائيل، وميليشيا في سوريا، وحزبا محترما في لبنان، وعليه أن يحترم اللبنانيين، وهو أثبت عكس ذلك في الأيام الاخيرة.
ومما قاله: لم يكن أحد على مستوى التحديات. لا أحد يستطيع أن ينتصر على الآخرين. القادة السياسيون يتحملون المسؤولية كاملة. فرنسا لن تترك الشعب اللبناني. سننظم مع الأمم المتحدة مؤتمرا لدعم لبنان وسأجمع مجموعة الدعم للبنان. الفشل هو فشل القادة السياسيين اللبنانيين، تابع ماكرون، ولست أنا من يتحمل مسؤولية فشلهم.
قال ماكرون كلمته، فماذا بعد؟.
أي شخصية ستكلف تشكيل الحكومة، هل بإمكانها أن تنخفض عن السقف الذي حدده الرئيس المكلف المعتذر مصطفى أديب؟. ماذا بعد إعلان الرئيس سعد الحريري أنه غير مرشح ولن يسمي أحدا؟. ما هي الخيارات المتاحة بعد ذلك؟، وهل أخرج نفسه من اللعبة كليا؟.
موقع “روسيا اليوم” أورد ما يلي: “نقلت مراسلة RT عن مصادر مطلعة، أن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلص لإجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية”. وحسب هذه المصادر فقد جرت إعادة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق، كما أن ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني.
الخبر لم يكشف إسم المراسلة، ولم يوضح مسألة أن ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني. الخبر ورد في موقع روسي، يتحدث عن اتصال بين الملك السعودي والرئيس الفرنسي، ويتعلق برئيس الحكومة اللبناني، ونقلته مراسلة “روسيا اليوم” من دون تحديد إسمها. شيء ما غريب في هذا الخبر.
في ما يتعلق بموضوع التأليف، موقف لافت للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، دعا فيه إلى عدم تخصيص أي حقيبة وزارية لأي فريق أو حزب أو طائفة أو مذهب بشكل دائم، بل إلى اتباع قاعدة المداورة الديمقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعرف أو التفرد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها.

