إرتكب لبنانيون في وداع سنة واستقبال سنة جديدة، جريمتينن موصوفتين عن سابق تصور وتصميم، واكتشفتا بالجرم المشهود.
الجريمة الأولى، إطلاق النار عشوائيا في استقبال السنة الجديدة، ما تسبب بسقوط ضحية هي أم لخمسة أولاد، وبإصابة ثلاث طائرات تابعة للميدل إيست. جريمة القتل عمدا، ما هي عقوبتها؟، وجريمة إلحاق الضرر بثلاث طائرات ركاب، ما هي عقوبتها كذلك؟.
نفتح هنا مزدوجين لنسأل: ماذا لو تذرَّعت دول أو شركات طيران أو شركات تأمين بما تسبب به إطلاق النار وإصابة ثلاث طائرات، أليس بإمكانها أن تسأل عن سلامة الطيران إذا كان الرصاص يصل إلى المدرجات ويصيب الطائرات؟، أين تصبح سمعة المطار في هذه الحال؟، ماذا لو أصاب رصاص طائش طائرة تهم بالإقلاع أو بالهبوط، هل يقدر أحد حجم الكارثة التي يمكن أن تقع؟.
في الجرم المشهود، وهي حال إطلاق النار أمس، هناك مجرمون وهناك شهود، والشهود هنا هم الجيران وكل من يقطن قرب مطلقي النار، وعدم التبليغ عنهم هو تستر على الجريمة، والتستر يعاقب عليه القانون أيضا، ولكن قبل القانون أين حس الوطنية؟، أليس مستغربا أن لا أحد يبلغ عن مطلق نار؟، هل هو خوف أم وقوف إلى جانب القاتل ضد الضحية؟، لو يعرف مطلق النار أن هناك من سيبلغ عنه، هل يتمادى في ارتكابه الجريمة؟.
الجريمة الثانية التي ارتكبت ليل أمس، هي إما التسبب بإعطاء عدوى كورونا من مصاب، وهذه بمثابة القتل عمدا … وإما بالسهر من دون التزام معايير الوقاية والسلامة العامة والإصابة بكورونا، وهذا بمثابة انتحار …
والسؤال هنا: إلى أين سيصل الإستهتار بالبعض؟، إذا كانوا “غير سئلانين عن حالهن ” أليس لديهم كبار في العائلة؟، ألا يشفقون عليهم؟، ماذا لو عرفوا أن بعض هؤلاء الكبار التقطوا العدوى منهم؟، فهل يحملون عقدة الذنب طوال حياتهم بأنهم تسببوا بوفاة أب او أم أو جد أو جدة؟.
هذه قضية يجب أن تتوقف عند حد معين، فهل تملك السلطة ما هو أفضل من النصح الذي يبدو أنه “ما بيمشي” مع قسم من الشعب، في الجرمين، الكرة في ملعب السلطة والمسؤولية في ملعب الناس، ألا تريدون أن يبقى “مين يخبر”؟.
لكن البداية من مكان آخر، من أمل إنبعث من إحدى ضحايا انفجار المرفأ … دخلت في غيبوبة منذ خمسة أشهر، أما اليوم فماذا حصل؟.
