لعل كلام ليندسي غراهام، رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الأميركي، يلخص بوضوح ولو فظ ما تريده إسرائيل أولا ومن خلفها الولايات المتحدة من لبنان.
فإسرائيل التي اتخذت من هجوم السابع من أكتوبر حجة لارتكاب ما ارتكبته من غزة الى لبنان، لن يوقفها شيء عن تنفيذ هدفها، وهي وضعت معادلة مفادها ان أمنها يعني وجودها، وعلى هذا الاساس تحارب على كل الجبهات وهي لن تتراجع.
ليندسي غراهام نقل الى قصر بعبدا الرسالة الاسرائيلية هذه من دون كلام منمق، فقال: لا تسألوا عن ماذا ستفعل إسرائيل, فهي لن تغير نظرتها إليكم إلا إذا غيرتم آداءكم، أي نزعتم سلاح حزب الله، عدو الشعب الاسرائيلي بحسب قوله، حينها فقط يبدأ الحديث الجيد. وأما ما هو دون ذلك، ففارغ المعنى.
كلام غراهام دخل في تفاصيله كل من طوم باراك ومورغان اورتاغوس, فوضعا خارطة طريق للمستقبل,قوامها خطة الجيش اللبناني المنتظرة لسحب سلاح حزب الله ثم التوجه نحو اسرائيل, والنهوض الاقتصادي والخطوة مقابل الخطوة.
بالنسبة إلى الموفدين (2)، الخطة مفصلية، فعلى أساسها تقدم تل ابيب مقترحا مضادا حول الانسحابات والضمانات الامنية, وينتقل لبنان من الاقوال الى الافعال.
الرسالة الاسرائيلية وصلت اذا,والوفد الاميركي سمع ايضا رسالة لبنانية موحدة,يفترض ان تنقل الى اسرائيل.
ورسالة لبنان عنوانها، تأكيد الالتزام الكامل مجددا باعلان وقف الاعمال العدائية، وهو للتذكير يشمل بنودا لم تنفذها اسرائيل على رأسها وقف الاعتداءات والانسحاب من المناطق المحتلة، والالتزام بورقة الاعلان المشتركة الاميركية اللبنانية من دون اجتزاء، بهذه الرسالة الصادرة عن قصر بعبدا، يكون لبنان خطا خطوتين:
– التزم بوضع خطة الجيش واقرارها متى عرضت على مجلس الوزراء, والمعلومات تتحدث عن انها ستعرض في الثاني من ايلول.
– والانتقال بعد ذلك لانتظار ليس فقط الرد الاسرائيلي انما ما ستقدمه واشنطن.
وأما الجيش، الذي رميت كرة الخطة النارية بين يديه، فالكل ينتظر ما سيقوله، وهو مفصلي، وما سيفعله، وأما محادثات قائده العماد رودولف هيكل مع الوفد الاميركي اليوم، فيمكن وصفها بالجيدة جدا.

