غالبا ما يكون هناك خبر مفرح، يمكن استخراجه من بين الأخبار السوداوية… الخبر المفرح اليوم قرار بخفض أسعار مئات الأدوية بنسب متعددة يصل أقصاها إلى سبعين في المئة، ما يطرح سؤالا اساسيا: وكم من ملايين الدولارات ذهبت من جيوب المرضى إلى جيوب وكلاء الأدوية، حيث ان الأرباح المجمعة كانت تصل إلى سبعين في المئة أحيانا، هذا يعني انه حين يتخذ قرار جريء فإن القرار يطبق حتى ولو كان على حساب الوكلاء والتجار الذي يجدون دائما طرقا “عبقرية”، بين مزدوجين طبعا، لمضاعفة ارباحهم حتى ولو على حساب صحة المواطنين…
في مقابل الخبر المفرح، هناك كم من الأخبار التي لا تدعو إلى الفرح، ومنها ما هو محزن لمقدمي طلبات قروض الإسكان بعدما تبخرت كوتا السنة الماضية وكوتا هذه السنة، اما جواب حاكم مصرف لبنان فيمكن إيجازه بأن السياسة الإسكانية من اختصاص السلطة التنفيذية وليس مصرف لبنان…
وتتلاحق الأخبار غير المفرحة، ومنها ان لبنان غارق في الفساد إلى درجات يندى لها الجبين حيث مرتبة لبنان في درجة ال 143 من أصل 180 بلدا، وتأتي هذه الأرقام الصادمة في وقت تسابق الحكومة الزمن استعدادا لمؤتمر “سيدر واحد” وما يستلزمه من إنجاز الموازنة ومن إعداد الإصلاحات المطلوبة، علما ان لا الموازنة أنجزت ولا الإصلاحات ظهرت ملامحها العملية، وإن كانت النيات موجودة، ولكن ليس بالنيات وحدها يحيا الإصلاح.
تتلاحق كل هذه التطورات في وقت ينشغل الجميع بالإنتخابات النيابية تحضيرا وترشيحا، وإن كان تسارع الترشيحات المتبقية سيتم اعتبارا من منتصف الاسبوع المقبل… وفي الإنتظار، ماذا في الخبر المفرح عن خفض أسعار الادوية؟
